237
بقلم: سبأ حسين
منذ حلول شهر رمضان المبارك كان وما زال السودانيون يعانون من انقطاع التيار الكهربائي في ساعات النهار وساعات الليل، وما زاد الأزمة سواء انقطاع المياه أيضاً في أغلب المناطق والاحياء والتي كانت مستمرة من قبل مجي الشهر المعظم، ولكن يبقى الوضع أكثر صعوبة في ظل الصيام وشهر رمضان ليس كغيره من الشهور، فإذا كانت فيه الحسنة بعشر أمثالها، كذلك المشقة على الصائمين قد تتضاعف فيها الذنوب.
وتتكرر الأزمات وتتوالى من انعدام للغاز و انقطاع المياه لعدة شهور وأسابيع، فهنا نجد السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى ستظل هذه المعاناة؟! والتي كانت يجب أن تتوقف أو تخفف على الأقل في هذا الشهر الفضيل، وإيجاد الحلول لها حرصاً على صحة الصائمين، وتخفيف الحمل الذي يعد حق من أبسط الحقوق في مكونات الحياة الأساسية الذي في السودان توفيره يعتبر رفاهية !
ففي العاصمة السودانية الكثير من الأحياء التي تعاني من انقطاع المياه لفترة أكثر من (15) يوماً، عن أي ألم وأي معاناة تلحق بهؤلاء المواطنين، كيف لهم أن يكملوا يوماً واحداً من دون توفير المياه والله في كتابه الكريم يقول : “وجعلنا من الماء كل شيء” بالمياه حياة ومن دونها الموت يشرفنا على بلد يوجد به أطول نهر في العالم وأهله يواجهون” العطش”.
من أين بدأت المشكلة وما السبب وراء انقطاع المياه لكل هذه الفترات، وثم تكثر التساؤلات هل هو سوء ادارة من الحكومة وفشل في توزيع حصص المياه، أم هي أزمات مفتعلة لزيادة إنهاك هذا الشعب الصامد الذي تتعامل معه الحكومة كأنما يحمل سناماً في ظهره ليتحمل كل هذه المعاناة.
نجد أن بعض الأسر تحاول أن تبحث عن حلول فتقوم بحفر الخطوط ومعرفة السبب الذي أدى إلى هذا الانقطاع المستمر، ولكن لا توجد مشكلة حقيقية ويظلون يحصلون على المياه من الأحياء المجاورة، فبعضها لديها مولدات الكهرباء فقبل بداية الشهر كنا يتردد على مسامعنا جملة “يارب في رمضان الوضع يكون احسن وما تقطع الكهربا” إلا أننا نتفاجئ بانقطاع المياه في معظم احياء العاصمة بنسبة تفوت (88%).
المشكلة ليست مشكلة أسرة واحدة وإنما معاناة شعب كامل يظل يكابد لحصوله على أبسط حقوقه في حق العيش،
وأخيرا فإن الأزمة تتزايد وخصوصا أزمة المياه والوضع يزداد سوءا، لذلك لابد من وضع الحلول والبحث فيها فقد تفاقم الوضع وضاق الشعب ذرعاً وهو يُمسك بحبال الصبر متعايشاً مع هذه المعاناة.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom