مصطفى أفندي

سيرة بطل الأبطال مصطفى أفندي عثمان مكاوي ومآثر العظام . رأى النور في العام 1897م بقرية قبة سليم في شمال السودان والتي تقع بالضفة الغربية على بعد 220 كلم جنوب مدينة وادي حلفا وتلقى تعليمه الأول بمدينة وادي حلفا و برز فيه نبوغه و تفوقه ليكمل مسيرة تعليمه الثانوي بكلية غردون.

انتقل بعدها إلى جمهورية مصر العربية ليتم استيعابه بالمدرسة الحربية في العام 1918م.
فبرغم الإتفاق الذي كان بين مصر والإنجليز باستيعاب عدد قليل جداً من السودانيين للإنضمام في المدرسة الحربية المصرية فبنبوغه فرض عليهم أن يكون هو أحد هؤلاء القلة.

في العام 1920م تخرج من المدرسة الحربية محرزاً المرتبة الأولى بجدارة ، حائزاً على أعلى الدرجات ، متقدماً على أبناء دفعته من المصريين والسودانيين، آسراً قلوب كل القادة بأدائه المتميّز جداً.
نال سيف الشرف فور تخرجه مباشرةً منحوتاً عليه إسمه وتاريخ تخرجه وتم تصنيع السيف بلندن.

سيف مصطفى أفندي

في العام 1921م تم تعيينه برتبة ملازم ثاني مباشرة في جيش المملكة المصرية وتم إبتعاثه في نفس العام إلى حامية كسلا وعمل بها حتى العام 1924م حيث نفس العام التي ظهرت فيها جمعية اللواء الأبيض السودانية والتي كانت تضم حوالي 150 عضواً وقد كان معظم عضويتها من صغار الضباط وكان البطل مصطفى أفندي أحد أعضائها.

شهادة تعيينه برتبة ملازم ثاني في المملكة المصرية

وفي ظل الإتهامات والأحداث المتسارعة طلب المقربون من البطل مصطفى أفندي التخلص من أي مستند تخص الجمعية السرية أو أي أدلة تتعلق بالجمعية وبالفعل تخلص من كل المستندات والإيصالات المالية.

مصطفى أفندي واقفا و حسن فضل المولى( الذي أعدمته سلطة الإحتلال البريطاني رميا بالرصاص سنة 1924 م)

في العام 1925م ترقى البطل إلى رتبة الملازم أول وبعدها تم تحويله إلى قوات دفاع السودان وفي نفس العام بدأت سلطة الإحتلال الشك في بعض الضباط وعن علاقتهم بجمعية اللواء الأبيض وتم فتح التحقيق مرة أخرى ومن ثم إعادة محاكمة علي عبد اللطيف و عبيد حاج الأمين و من ثم الحكم عليهم بالسجن لمدة 10 سنوات.

شهادة تعيين مصطفى أفندي بقوات دفاع السودان انجليزي

وقامت سلطات الإحتلال بالتحقيق مع مصطفى أفندي و إتهامه بإنتمائه لجمعية اللواء الأبيض لكنهم لم يجدوا بحوزته أي مستند أو دليل يثبت ذلك. فقاموا بإحالته للمعاش المقيد بأنه تحت الاستدعاء في أي وقت و ذلك لمنعه من محاولة إعادة خدمته بالجيش المصري ثم بعد ذلك تم ترحيل مصطفى أفندي إلى الشمالية ومسقط رأسه في قرية قبة سليم.
بعد أن رجع مصطفى أفندي إلى قبة سليم تفرغ لاستصلاح أراضيه الزراعية وقام بإنشاء بعض الأعمال الإستثمارية.
في العام 1940م تم إستدعائه إلى الخرطوم من قبل جيش الإحتلال البريطاني و إعادته إلى الخدمة ضمن قوات دفاع السودان ليدخل معهم في نقاش مطول ويوافق على الإنضمام بعد أن أخبرتهم سلطة الإحتلال أنهم بصدد الحرب لتحرير اريتريا من الطليان ، و أن جزاء النصر سيكون إستقلال السودان.

مصطفى أفندي عثمان مكاوي

وفي العام 1941م خاضت قوات جنود السودان معارك شرسة والتي عرفت بأنها من أصعب الحروب على الإطلاق وهي المعركة المشهورة بمعركة كرن و التي كانت في مرتفعات إريتريا قد تحصن فيها جنود إيطاليا تحصناً كاملاً يصعب إختراقهم.
لكن عزيمة وبسالة قوات جنود السودان أثبتت للعالم شجاعتهم تحررت كرن الإريترية و إنسحبت كل القوات الايطالية إلا أن البريطانيين نقضوا العهد ولم يمنحوا السودان إستقلالهم .

في العام 1942م عاد مصطفى أفندي إلى قريته قبة سليم مرة أخرى و هو محبط و قد أصابته أزمة في الصدر بسبب أنهم إضطرتهم ظروف المعركة هو و من معه من جنود للبقاء في الماء لساعات طويلة خلال اليوم و إستمروا على الحال لأسابيع قبل وصولهم أرض المعركة .
في العام 1952م إشتد عليه المرض فسافر إلى القاهرة لتلقى العلاج لكنه توفي في المستشفى في ذات العام .

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

الديمقراطية للديمقراطيين

جرائم عبر القرون ج (10)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...