مراجعة مسلسل LOST

Lost

إما أن يكون هذا المسلسل في قائمة أفضل ما شاهدت أو العكس تماما..في الحالة الثانية ستكون القصة بالنسبة لك عن مجموعة من الأشخاص الذين تحطمت بهم طائرة فوق جزيرة ما وبذلك ضلوا الطريق إلى أوطانهم  فأصبحوا “ضائعين “، أتفهم موقف المعجبين الذين أرادوا أن ينتهي الأمر بإنقاذهم أو موتهم مثلاً بدون التطرق لكل السيناريوهات الأُخرى التي حدثت في المسلسل.
ولكن قبل أن تحكم عليك أن تدرك أولاً المعنى لإسم المسلسل…
هل كان فعلاً هو ضياع في جزيرة!
بالنسبة لي مسلسل lost هو أحد المسلسلات التي تحمل مهرجان قصصي، ستجد فيه الإثارة والتشويق ستجد أيضاً الدراما الهادئة والصاخبة معاً..
رومانسية وخيال علمي، عن بناء دولتهم الخاصة المكونة من أفراد ينتمون لمناطق مختلفة من كل بقاع العالم بخلفيات ومعتقدات متنوعة.. تُروى لك قصصهم قصة تلو الأُخرى..عن الفقد،عن الحظ، عن الإيمان.

أقر الكاتب بأن فكرة المسلسل قد كانت مستوحاة من الفيلم الشهير cast away والحقيقة أنه لم يتوقع هذا النجاح الساحق، بحيث أن الحلقة الأولى والثانية حققت نسبة 35 مليون مشاهد وقد كانت أكبر نسبة مشاهدة في وقتها، كما أنه يشاع أن رئيس أمريكا وقتها باراك أوباما قد أضطر لتأجيل خطابه بسبب تزامنه مع عرض الحلقة الأخيرة.

أجمل مايميز lost هو فلسفة القصة والشخصيات تاريخها وكل ماتحمله معها إلى هذه الجزيرة.
في رأي الشخصي أظن أن الضياع الذي تحدث عنه الكاتب لم يكن ضياع الطريق بل كان ضياع الأهداف ربما، فكل الذين نجوا من حادثة الطائرة قد فقدوا شيئا ما أتى بهم إلى الجزيرة!

قد وضع المخرج أبطالنا تحت عدسته في 6 مواسم شيقة تأخذك لماضيهم مروراً بمستقبلهم.

ويعتبر مسلسل lost مسلسل ثري بالأدوار والشخصيات، برز فيه عدة ممثلين وكان لهم أدوار استثنائية لا تنسى ك “Michael Emerson” في شخصية “Ben”، و”Terry O’Quinn” الذي قدم شخصية “John Locke”.
وصل تقييم الموسم الثاني في موقع Rotten tomatoes إلى 100% وفي عام 2013 إحتل المسلسل المرتبة السابعة والعشرين ضمن قائمة أفضل مئة مسلسل في التاريخ.
ناهيك عن ترشحه خمس مرات لجائزة ال Golden Globe وفوزه بها عام 2006 وترشح كذلك لأكثر من 50 جائزة من جوائز ال Emmy فاز منها ب تسع، وكذلك ترشحه للبافتا مرتين.
فهل مسلسل lost عن الجزيرة المعجزة التي شفت القعيد؟ وقصة تشابه قصة قابيل وهابيل إلى حد ما، ونبوة؟ أم عن قوانين الفيزياء والعلوم التطبيقية عن الزمكان والنسبية!
هل هو عن الحب والولاء كالذي بين ديزموند وبيني أم الخوف والتوجس كالذي عاشت به دانييل ؟
عن التطير ومطاردة أرقام ملعونة وحظ سيء أم مشروع إجتماعي وعلمي تحت الإنشاء..
ما أعرفه تماماً أنه متعة لا يمكن تلخيصها بصراع بقاء… هو أكثر من ذلك بكثير..
و ما أعرفه كذلك أنك إذا توقفت عن التوقع أثناء مشاهدتك وتركت الكاتب يأخذك بدوره في عالمه هذا، فقد تجد في الضياع “ضالتك “.

Related posts

السينما الإيرانية ما بين مطرقة ضعف الإمكانيات وسندان القيود الرقابية

قراءة في ترشيحات أوسكار 2022

مسلسل تشيرنوبل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...