(Yojōhan Shinwa Taikei)
MAL : 8.6/10
Imdb : 8.5/10
مقدمة شخصية نوعا ما :-
لطالما كنت اعتقد بأني قد اضعت جل سنيني الجامعية و انا احاول خلق تلك الصورة الكاملة عن ماهية التجربة الجامعية (اعتقد بأني تأثرت بالمشاهد التلفزيونية بصورة مفرطة) كانت في مخيلتي صورة مثالية عن ماهية “التجربة الجامعية” ، رحلة البحث عن نصفي الاخر ، الامتيار الاكاديمي ، الشهرة ….الخ ، و لكن كل ما كنت اقوم به هو التفكير في تلك الاحتمالات من دون ان اقدم على اي منها.
متقاعس بمتلازمة الكمال ، ذلك اقرب تشبيه يمكن ان يصفني . هوايتي هي تخيل سيناريوهات عن عالم مثالي ، عالم اكون فيه ما قدر لي ان اكون ، ما استحقه.
حياتي كانت كلوحة فارغة ، انتظر اللحظة المثالية لكي اطليها بالالوان المناسبة و لكن تلك اللحظة لم تأتي ابدا ،كما اعتقد .
استغرق الامر وقتا طويلا لكي استيقظ من غفلتي و ان ارى العالم بما هو عليه ……. و لكني استيقظت .
القصة :-
“واتاشي” طالب جامعي ساخر و مفرط في التفكير يقضي سنته الاخيرة محاصر داخل غرفة حصير ذات ابعاد هلامية ، يجلس بها متحسرا على ضياع سنينه الذهبية من دون ان يكون لها اي وقع على حياته ، على الفرص المهدورة ، على حب حياته الذي لم يمتلك الجرأة للافصاح لها بما يكن من مشاعر ، عن كل اختياراته الطائشة ، و لكن كل ذلك على وشك ان يتغير بمجرد ان يلتقي بشخص غريب الملامح، يعده ان يتيح له الفرصة لتصحيح اخطاءه ، فرصة لان يعود بالزمن لاولى ايامه الجامعية و كتابة حياته من جديد .
“كل ما قد يمكن ان يحدث منطلقه هو النادي المدرسي” ، كان “واتاشي” على يقين بذلك .. ففي ذهنه ان اختياره للنادي المدرسي الصحيح سيجعل من حياته حلما تحقق .
احدى عشر حلقة ، كل حلقة تبدأ من نفس المكان ، الا وهو النادي المدرسي و في كل حلقة يختار ناد و لكن تتابع الاحداث و سوء اختياره يرغمه لارجاع الزمن و اختيار ناد آخر للتتوالى الاحداث في دائرة مغلقة من سوء العاقبة .
ليس لبطلنا اسم و لكن يطلق على نفسه “واتاشي” التي بمعنى “انا” ، ف كأنما يسقط احداث حياته على كل مشاهد .
الجانب الفني :-
البساطة الفنية هي اساس كل جوانب هذا العمل ، ف اسلوب الرسم يكاد يكون مجرد خربشات لولا تقنية التحريك المقنعة ، اختيار الالوان كان من اكثر الخيارات اثارة للجدل ف تارة كنت ارى ان نظرة المخرج الفنية لا تتماشى مع اهتامامات جمهوره بسبب الفراغ المحيط بكل اطار و خلوه من الالوان الطبيعية ، و تارة كنت اشيد بما اقدم عليه ، تمثل الالوان الباهتة اغلب ما يتم عرضة على الشاشة ، سواء كانت مناظر طبيعية ام الشخصيات ، لكن لكل من استثمر بعضا من وقته بالتركيز في مضمون القصة فسوف يتيقن ان كل ما تم الاقدام عليه كان لغرض كامن ، لغرض لم تتمكن من فهمه الا بعد ان تكتمل “اللوحة” .
من ناحية الموسيقى فإن البيانو كان عنصرا اساسية في كل مقطوعة . لم تستخدم الموسيقى باسلوب ملفت للنظر ، بل كان الاستخدام الاوضح لها في المشاهد الحركية التي تستدعي اهتمام المشاهد و امتزجت في بقية المشاهد الاخرى بشكل غير ملحوظ .
اما من ناحية القصة و نص السيناريو ،فهنا تكمن عبقرية هذا الانمي .
استطاع ان يسرد قصة عن واقع كئيبة في قالب كوميدي – درامي و بي صورة انسيابية ، من دون ان يهين المشاهد او ان يتعالى عليه .
عندما استرجع تجربتي الشخصية وجدت نفسي إسترجَع شريط ذكرياتي اثناء المشاهدة .
كنت ابتسم محرجا من بعض مواقفي و من اختياراتي الطائشة كلما رأيت بطلنا يمر بشيئ مثلها .
تتميز شخصيات هذا الانمي عن بقية الاعمال الاخرى بانها تمثل اجزاء مننا ، و كل منها يساعد بطلنا لادراك شيئ ما بداخله . تمت كتابة معظم الشخصيات بصورة جيدة و لكن قليل منها كان دون المستوى .
بالرغم كل هذا الثناء لا يخلو من العيوب ، ف اسلوب السرد سريع الوتيرة قد يكون حاجز لبعض الاشخاص ، خصوصا من يشاهد مثل هذه الاعمال بغرض الاسترخاء ، يستوجب لمن يشاهد ان يركز لان كثيرا من الحوارات الداخلية تكون ذات صلة بالاساطير و الخرافات و بعض الاحداث و تحتاج ان تكون على دراية بالثقافة اليابانية .
قد يكون هذا حاجز صعب اجتيازه للبعض و لكن من يستأنث في نفس الجرأة فإنه على وشك مشاهدة رائعة من روائع الفن الحديث .