مدينة كركوج

مدينه في الخاطر … كركوج

كركوج شمال الفونج مدينة صغيرة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لولاية سنار على الضفة الشرقية للنيل الأزرق تبعد عن حاضرة الولاية سنجة 22 كيلومتر جنوبا ، وتتبع اداريا لمحلية السوكي ، وقد كانت مديرية في عهد الدولة التركية وحدود لدولة الفونج.
كانت كركوج احد اهم المراكز الحضرية في عهد سلطنة الفونج (السلطنة الزرقاء) خلال الفترة بين عامي ١٥٠٤م -١٨٢١م.. واحتضنت العديد من الاعراق والقبائل والاثنيات والثقافات والطرق الصوفية . وكانت مسرحا للعديد من المعارك التاريخية بين الهمج (حكام السلطنة الزرقاء من الفونج) والخارجين عليهم

.. كما انها كانت مسرحا لمعارك شهيرة بين قادة المهدية وقوات منليك الاول والثاني امبراطور الحبشة..
وقد اشتهرت كركوج باسم (كركوج شمال الفونج) . لكن شهرتها بين الاهالي كانت باسم كركوج الشريف الشهير بازرق كركوج.. كانت حافلة بالاعمال الدعوية والتربوية والتعليمية والتطويرية لمنطقة كركوج.
يقال ان مؤسس كركوج هو (كوج: KOJ) وهو من احد زعماء العنج إحدى قبائل الفونج والتسمية تنسب له حيث كان له كر (كر كلمة نوبية الاصل وتعني سياج من الحطب او زريبة كبيرة) و “كر” أيضا تعني في اللغة النوبية “مقر” أو “مكان” أو “جبل مقدس” و دائما مرتبطة بالاماكن المقدسة ذات الصبغة الدينية مثل “جبل البركل” و دنقلا العجوز. وقد كان التجار المسافرون عبر القوافل التجارية يقولون عند مرورهم بتلك المنطقة يقولون دائما خلونا نمشي( نرتاح في كركوج) KAR-KOJ.

المكونات الديموغرافية للمنطقة:

يبلغ عدد سكان كركوج حولي 27 الف نسمة تقريبا ، وهم خليط من القبائل منهم اليعقوباب و العكداب ورباطاب وعقليون وعمراب وهوارة وصواردة الى جانب عدد كبير من الجعليين المسلماب والكتياب والتميراب والكنوز والمحس والدناقلة؛ ومجموعات معتبرة من النوبة والفور والفلاتة والفونج ؛ واعداد كبيرة من المغاربة ؛ والمصرييين ؛ والأتراك الأوائل الذين استقروا بكركوج في العهد التركي المصري بعد عام 1825م ، بختصار انصهروا وعرفوا ب كركوجين .

وقد كانت كركوج مركزا سياسيا وعسكريا وتجاريا هاما في عهد دولة الفونج ووقعت في معارك عسكرية كبيرة اثناء فترة حكم سلاطين السلطنة الزرقاء ؛كما كانت كركوج مركزا تجاريا هاما أيام الإستعمار التركي في العقد الثالث من القرن التاسع عشر.. حيث كانت سوقا ضخما للصمغ العربي والمحاصيل الزراعية مثل الذرة والسمسم والصمغ. وقد بدا التعليم الديني فيها في وقت مبكر جدا عن طريق الخلاوي والكتاتيب .. وأما التعليم الحديث فقد بدا في اوائل عهد الاستعمار البريطاني؛ فقد تم انشاء اول مدرسة إبتدائية مزدوجة في عام 1908م ومدرسة اخرى للبنات تأسست في عام 1934م .. وكان إنتعاشها الإقتصادي سببا في إزدهارها التعليمي ..وبها حاليا (4) مدارس إبتدائية للبنات و(4) مدارس للأولاد ، و(4) مدارس ثانوية اثنتان للأولاد وأثنتان للبنات حكومية وخاصة..كما يوجد بها مستشفى حديث قام ببنائه أحد ابناء البلد الخيريين وهو الشيخ (محمد أحمد السلمابي) في عام 1962م..وبها اندية رياضية وثقافية اجتماعية أشهرها نادي الهلال ، نادي الطليعة ، نادي الوحدة ، نادي الأسرة ، نادي النصر..وعدد من الفرق الرياضية المصنفة كــ (روابط) أو فرق من الدرجة الرابعة .
وقد كانت كركوج منذ عام ١٩٧٤م مجلس شعبي ريفي يتبع لمجلس تنفيذي السوكي الذي يتبع اداريا لمديرية النيل الازرق التي عاصمتها (الدمازين).. وكانت تتبع لمجلس شعبي كركوج اكثر من ٥٠ قرية . واهم هذه القرى (ود العيس . الجزائر العقليين – الجزائر جدادو – القبة-بنسو ميمة _ بنسو سعرانة – العمارة-جندلة _ ام سنط – دونتاي – الدبيبة – زومركة – ميراو-ود بهيجة – الدليبة _ الجميزة-ابو تيقة -ا للكندي-بنزقة – العزازة الروجاب – ام قراد-ام القرى _ قنديل – الحجير ابو دومة-التكينة – كيران – حلة بلة-شراشرا – المنوفلي – كامراب – ام عضم – البسابير – -الرايات – ابو نورة-حلة علو-طيبة – ام نمر -مشاريعات – تاما – كبسور – امدرمان فلاتة – بدوس – جبل كردوس…الخ).ومعظم اهل هذه القرى تربطهم بكركوج علاقات مصاهرة وصلات رحم فضلا عن العلاقات التجارية والاجتماعية الاخرى..
وبعد عام ١٩٩٥م وقيام نظام الحكم الاتحادي واعادة تقسيم الاقاليم الى ولايات ومحافظات او محليات تم فصل وحدة اللكندي الاداري عن كركوج وتبعت كركوج لمحافظة الدندر.. ثم تم فصلها لاحقا عن محافظة الدندر واصبحت وحدة ادارية تابعة لمحلية السوكي..
ومنطقة كركوج أرض دين وعبادة وتصوف ، حيث بها (8) مساجد واولها كان عام 1928م قام ببنائه (عوض أبو العلاء) وهو المسجد العتيق في البلدة..وقام دكتور الفاتح علي حسنين ببناء اربعة مساجد ..واقام فيها الأشراف احفاد الشريف الخانم مسيد لتحفيظ وتدريس القراءن والفقة في عام ١٣٠٦ه‍ .وقد اشتهرت كركوج بمكانتها الدينيه في عهد العارف بالله الشريف محمد الأمين الخاتم الذي قام ببناء المسجد الموجود في المسيد حاليا حتى سميت عليه البلدة باسمه . كما بنى نجله الشريف التجاني مسجدا اخر شرقي المسيد ومعهد لتدريس القراءن وهو خليفة والده.. كما يوجد بها عدد من الزوايا والتكايا .
وقد نالت كركوج شهرتها الدينية من شهرة الطريقة السمانية التي تعتبر واحدة من أعرق الطرق الصوفية ذائعة الصيت في السودان، التي أسسها الشيخ/ محمد بن عبد الكريم السمان المدني بمنطقة الحجاز. وقد دخلت الطريقة السمانية إلى السودان على يد الشيخ أحمد الطيب بن البشير في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي ، وبدأت تنتشر في مختلف أنحاء السودان ، والدعوة إلى الخير ومدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأدوا أدوارا عظيمة في معالجة القضايا الاجتماعية والتنموية بمناطقهم في مختلف انحاء السودان.
وتنعم كركوج بخدمات الاتصال المباشر مع بقية انحاء ولاية سنار وبقية ولايات السودان والعالم بفضل وسائل الاتصال الحديثة وانتشار شبكة الانترنت بسبب انتشار خطوط الهاتف الارضية وشبكات التلفون المحمول الذي يعتمد على شبكة الالياف الضوئية ومقسم الهاتف المحمول ؛ اضافة لخدمات الفاكس واجهزة الاتصال اللاسلكي المنتشرة لدى فروع البنوك التحارية بكركوج والمكاتب الحكومية . بالاضافة الى خدمات البريد والبرق والذي دخل للمنطقة منذ العقد الثاني من القرن العشرين في عهد الاستعمار البريطاني. كمل ترتبط كركوج ببقية قرى ومدن الولاية بطرق برية غير مسفلتة وبطرق نهرية عن طريق المراكب التقليدية والبخارية والبنطونات التي تربط كركوج بقرى غرب النيل الازرق المتاخمة لها واهمها الصابونابي وابو حجار والسدرات والهوج.
أهل كركوج متحضرون وبها نسبة كبيرة من حركة النقل البري عبر اللواري والبصات السفرية التي كان تربط كركوج بمناطق السودان المختلفة وتسهم بشكل كبير في الحركة التجارية للسلع والمنتجات .. وبمدينة كركوج نسبة عالية من المتعلمين الأوائل ومنهم من شغل مناصب عليا بالدولة , مثل الراحل/ الرشيد الطاهر بكر الذي شغل عدة حقائب وزاريه ونائب للنميري لفتره .
ويعتمد آهالي كركوج في نشاطهم الاقتصادي على التجارة ، والزراعة المطرية ، والزراعة المروية للبساتين (فاكهة وخضروات) .. وتنتج هذه البساتين (الجنائن) الموز والمانجو والجوافة ، والخضروات .. ويتم تصديرها بكميات تجارية الى دول الخليج ومختلف عواصم ولايات السودان الشمالي.. ومن رجال الأعمال والمال والزراعة الاوائل أبناء ابو العلاء , وكثير من العائلات التي تنسب لآل
وبها نخبة من المتعلميين والمثقفين الذين لعبوا ادوارا عظيمة في تاريخ السودان الحديث ..

كما تنقسم كركوج جغرافيا الي اربعه مناطق اداريه : كركوج شرق وغرب وشمال وجنوب .
يوجد في كركوج عدة مصانع .. كمصنع الزيوت ، ومصنع الطحنية ، ومصنع الثلج ، ومصنع البلاط ، ومصنع الصابون ، وتشتهر بأن أهلها اول من عرفوا صناعة الصابون في السودان وينسب المصنع للحاجة أمنة محمود الضوي .. وبها نخبة من المعلمين والمعلمات .
ومن المعلمات الماجدات الرائدات في فترة الستينات الأستاذه المخضرمة أمنه عطية وهي اول سيدة سودانية تمتلك و تسوق سيارة في السودان؛
كما يوجد بها عدد من الاعلاميين والصحفيين الشباب الذين يعملون في الصحافة والتلفزيون والاذاعة ، ومنهم اعلاميين يعملون في مؤسسات اعلامية بالخليج . عثمان كباشي بقناة الجزيرة (قطر).، وطارق حسن أشقر بصحيفة الوطن العمانية (بسلطنة عمان) ، ومحمد الأكرم الشريف عبيد بتلفزيون السودان ، وعمر التوم الخضر بتلفزيون الولاية، وعمر صالح يوسف صالح بتلفزيون السودان القومي والعديد لا يمكن حصرهم هاهنا .
وآهالي كركوج اغلبهم صوفية ينقسمون الي عدة طرق صوفيه ..

Related posts

متحف محمد نور هداب

مدينة قيسان

مع بوركهارت في بلاد النوبة-م2 (ج1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...