مدينة قي الخاطر … رفاعة … «مدينة العلم والنور»
ويرجع اسم «رفاعة» نسبة لقبائل رفاعة ، سكنها العنج قبل السلطنة الزرقاء وما زالت آثارهم موجودة فيها حتى الآن كقصر نعامية وسكنها قبلاً الركابية.
ومثل معظم مناطق ولاية الجزيرة فقد انصهرت فيها القبائل السودانية المختلفة وإن كان الغلبة للقبائل العربية،
تقع مدينة رفاعة شرق ولاية الجزيرة، وهي حاضرة محلية شرق الجزيرة
وفي وقت مبكر، لم يكن التعليم فيه متاحا للبنين، شهدت مدينة رفاعة افتتاح أول مدرسة لتعليم البنات في السودان وكان ذلك في العام 1903 وهي مدرسة بابكر بدري للبنات وهي أول مدينة تأسس فيها منشط الكرة الطائرة في السودان بواسطة جعفر حسن ادريس.
شكل المعمار
يأخذ سوق رفاعة طابعا معماريا قديما ويكتسب قيمته التجارية من القرى المحيطة بالمدينة، وتتميز رفاعة بالهدوء الشديد والبساطة في المباني والمعاني ويبلغ عدد الأحياءه فيها 24 والمساجد عدد كبير جدا .
بين رفاعة وأمدرمان
ويذكر تاريخ السودان الحديث العديد من أعلام مدينة رفاعة والذين وضعوا أساس التعليم الأهلي في امدرمان وإضافة لبابكر بدري مؤسس جامعة الأحفاد، هنالك بابكر المليك مؤسس مدارس المليك بام درمان، إبراهيم مالك مؤسس مدارس إبراهيم مالك، محمد شبيكة مؤسس مدرسة النهضة في امدرمان، وعبيد عبدالنور وغيرهم الكثير ،، ولكننا ندلف الي قصة أبناء
دولة جنوب السودان علاقة وثيقة بهذه المدينة، حيث كانت بها مدرسة الشيخ لطفي التي خصصت للجنوبيين لأكثر من عشرين عاما مساهمة من رفاعة في تعويض أبناء الجنوب الذين شردتهم الحرب، وتوفير بيئة تعليمية لهم. وتخرج في هذه المدرسة معظم القيادات الجنوبية التي تدير شأن دولة جنوب السودان اليوم.
لم ينس أبناء الجنوب هذه الخدمة، وأقاموا في عام 2009، أثناء اتفاقية السلام بين شمال وجنوب السودان احتفالا لإعادة تأهيل مدرسة الشيخ لطفي الثانوية برفاعة وفاء وعرفاناً منهم لهذه المؤسسة التعليمية التي بفضلها استطاع الكثيرون منهم إكمال تعليمهم بعد إندلاع الحرب في جنوب السودان .
وتخرج فيها حوالي 13 ألف طالب جنوبي صار العديد منهم وزراء ومسؤولين في الدولة الحديثة.
وتعتبر رفاعة بالنسبة لأبناء جنوب السودان مدينة السلام الاجتماعي فأهلها فتحوا بيوتهم للجنوبيين عندما امتلأت الداخليات بهم.
الإحتفال الفريد من نوعه، تم فيه تكريم أسرة مدرسة الشيخ لطفي ومديرها لمدة 25 سنة الاستاذ قرن اليو اجانق وشخصيات أخري. ورغم أن الجنوبيين درسوا في مدرسة واحدة، لكنهم تفاعلوا مع المجتمع وتركوا بصمة واضحة فيه.
ريف وحضارة
وتمتاز رفاعة بأنها تجمع بين جمال وهدوء الريف وحضارة وخدمات المدينة ولها علاقة التوأم مع مدينة الحصاحيصا التي تقاسمها شاطئ النيل الأزرق على الضفة الغربية وكان «البنطون» وهو عبّارة شبه تقليدية يساهم في الترابط الإجتماعي والوجداني بين المدينتين.
وعند اكتمال الجسر الذي يربط بين الحصاحيصا في الشط الغربي للنيل الأزرق ورفاعة على ناحيته الشرقية قبل عدة سنوات ودّع الأهالي الناقل النهري العتيق – بنطون رفاعة – الذي حمل الناس والبضائع والمواشي وآهات العشاق الذين يودعون حبيباتهم من على الضفة.
وهنا يقول الباحث والكاتب حسن وراق:»في غدوه ورواحه كان هذا( المتحرك) العملاق يمخر العباب بين الشطين يبني في صمت وصبر أمتن وأقوى جسور العلاقات الإنسانية. وعلى مدى تاريخه الطويل كان شاهدا على فصول من الأحداث والمواقف التي كانت معلما بارزا في تاريخ السودان والمنطقة حيث صاغ العديد من المشاهد الحية في بانوراما العقد النهرية التي كان يقطعها بين الضفتين، مضيفا بعدا آخر تعكسه صفحات مسيرة التنمية الاقتصادية الاجتماعية والحراك الديموغرافي، متمردا على كافة أشكال الكوابح والموانع التي تحول دون تزايد معدلات التراكم الكمي والنوعي للتلاقح الثقافي ونشر تراث وموروثات شعوب وقبائل المنطقة من خلال حركة الاحتكاك اليومي في سبل كسب العيش وتحصيل العلم والتزود بالمعرفة ومداوات الروح بالعشق الشفيف والغزل الرفيع مودة ورحمة لتنبت من تلكم الأنفس الأنيقة شجرة عائلة وارفة بظلال المصاهرة والتزاوج وكل ما كان يتنافس فيه المتنافسون.
ويضيف ورّاق قائلا:»قيض الله للنيل الأزرق أن يجري في مسار الروح والبشارة في تلك البقعة التي كالقلب في جسد السودان مفدع بالمساحات البكر، وحتى ينفخ روحه فيها كان عليه ان يتخذ له مرقدا يسكن إليه، نصفه في شرق الله البارد والنصف الآخر في أحضان الغروب ليفجر ينابيع الخير والمحبة والفردوس الموعود.
ويصف علاقة الشطين شرقا وغربا بأنها لم تكن مجرد اتجاهات بوصلية أو اخدودا أحفوريا في تضاريس جغرافيا المكان بقدر ما هي علاقة جدلية محورها ارتباط النصف بالنصف الآخر من خلال أزلية حركة الجزيئات وما علق بها، محكمة بقانون صراع الاضداد في اتجاه وحدة التنوع شرقا وغربا عند نقطة تلاشي الحدود والتي ذوبتها المراسي وطواها النسيان عندما (تمّطى) ذلك الكبري وجسّر المسافة بين الشرق الغرب في جغرافيا السودان.
ثقافة الزهور
ويصف حسن وراق الحراك الثقافي في رفاعة مرتكزا على معرض الزهور الذي تنظمه جمعية فلاحة البساتين في رفاعة ويقام المعرض مرتين في العام عند فصلي الخريف والشتاء. ويقول إن معرض الزهور تظاهرة إبداعية ثقافية ينتظرها الجميع بأحر من الجمر و له رواد يعتمرون إليه من كل بقاع الجزيرة والسودان ليشهدوا الوجه الحضاري لمدينة العلم والثقافة ويمضوا أيامه العشرة وسط الزهور والورود والرياحين والخضرة والوجه الحسن، يجلون النظر بفنون تنظيم الحدائق والرعاية لكافة أنواع نباتات الزينة والتنافس (الأخضر) الشريف بين المشاتل التجارية والمنزلية ، ,”معرض الزهور غني ، لحنك الحنون غني ، يا طيور غني” ، إلى جانب أجنحة المعارض الأخرى المتمثلة في الأشغال اليدوية ومعارض التراث والتشكيل ومعرض الكتاب المميز الزاخر بمختلف الكتب للعديد من دور النشر ومعرض تعريفي يوثق لشخصيات رفاعة الذين ساهموا في تاريخ السودان السياسي والاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى الأجنحة المختلفة الثقافية والتجارية.
القيمة الأساسية لمدينة رفاعة، لا تتمثّل في الجغرافية والتاريخ فقط، بل تتعدّى ذلك للإنسان، وهذا ليس غريبا في مدينة ارتبط اسمها بالعلم والنور وعرفت «تعليم البنات «قبل العاصمة الخرطوم وقد أنجبت هذه المدينة الصغيرة في مساحتها، رجالا وضعوا بصمتهم في تاريخ السودان وثقافة العالم.
أسس بابكر بدري فيها أول مدرسة للبنات في عام 1903 وقد انتقل مستقبلا الى أمدرمان حيث أسس مدارس الأحفاد والتي هي موجودة إلى الآن.
بنحب من بلدنا ما بره البلد … سودانيه تهواك عاشق ود بلد … في عيونو المفاتن شئ ما ليهو حد … الوارثات جدودن
في الجود والشجاعه … البظهر جمالن من زمن الرضاعه … سودانيه ميه الميه في ذوقها وطباعها يا ناس ارحموني انا قلبي في رفاعه … لوزة القطنه اليانعه السمحه ونضره … تتني الاميره في مشية اميره اجمل حب عندي في قلب الجزيره ….