مدينة جيماتون الأثرية بدنقلا (1)

بين الطريق الذي يربط مدينتي دنقلا و كريمة و على بعد 7 كيلو مترات من دنقلا المدينة، مطلة على نهر النيل مباشرةً تتخذ مدينة جيماتون الأثرية موقعاً لها و التي خلفها عظماء الملوك المصريين و النوبيين ، بينما تقع الجبانة على بعد مئات الأمتار إلى الشرق قليلاً ،كما تم العثور على أقدم مستوطنة مبنية من الطين اللبن و الأخشاب و دفاعات هائلة في شكل أكواخ دائرية و مستطيلة و جبانة تؤرخ لفترة كرمة النوبية.
وبالتركيز على الموقع و تتبع المسارات لفهم طبيعة الحياة و كيف عاش هؤلاء الناس في تلك المستوطنات خلصت الأبحاث إلى أن هذه المجموعة كانت تعمتد في حياتها على جني الثمار و الصيد ثم تدريجياً إنتقلوا إلى شق القنوات و ممارسة الزراعة و بعدها إلى مرحلة إستئناس الحيوانات و بخاصة الماعز والضأن و الأبقار ، كل هذا حدث في العصر الحجري الحديث و التي تؤرخ إلى 3000-4900 ق.م مما يؤكد إلى أن النوبيين عرفوا الحياة المدنية في أوقات مبكرة جداً و ترجح أن هذه المنطقة كانت سلة غذاء كرمة.
ففي الفترة التي انتعشت فيها مدينة الكوة شهدت المنطقة حولها اقتصادا ً بصورة كبيرة ، و عاش جل السكان -كما الآن – في قرى و مدن صغيرة قريبة من مزارعهم ، و ربما كان بعض سكان الكوة مزارعين لديهم أراضي قريبة ، بينما كان لآخرين ٍ اهتمامات تجارية ، و عملوا في مؤسسات الدولة أو القطاع الديني.  و هكذا سيكون غيرهم حرفيون يلبون احتياجات المقيمين من الطبقات العليا.
تاريخ التنقيب :
تم إجراء الحفريات الأولى بواسطة العقيد كولثورن في عام 1885م ، وفي العام 1910م قام عالم المصريات فردريك في زيارة لمدينة الكوة وإكتفي بذكره في مذكراته، وقد سبقهما وليزلي الذي أمر بالتنقيب وقام بالعثور على إحدى الحجرات الملونة.


في العام 1929م قام العالم قريفث بمتابعة أعمال التنقيب و عثر على بقايا معبدين قديمين مبني من الحجارة الكبيرة و معبدين من الحجارة الصغيرة و أخرى مبنية من الطين ،اثنان من المعابد تم اكتشافهم بعيدا عن نطاق جدار المنطقة المقدسة Hحد هذه المعابد تم حفره بواسطة قريفيث الذي أطلق عليه بغرابة اسم القصر الشرقيK مبني من الطوب اللبن مع وجود شرفة و أعمدة من الحجارة تبقى منها عمود واحد فقط في الغرفة الخارجية و علn جانبي المدخل وجد تمثال صغير لأسد مستلقي من الحجر الرملي ، و هي إحدى الظواهر المعروفة في المعابد في إقليم مروي.

خلفه مكارم من بعد موته وقام بتجميع النقوش الموجودة بالمعابد ثم كيروان ثم بدأت جمعية أبحاث الآثار السودانية بالتنقيب في العام 1993م.
أهميته و تاريخ تأسيسه :


تعتبر مدينة جيمأتون أحد أهم المواقع التاريخية للحضارة النوبية و لقد كان الموقع في الماضي مركزاً دينياً مهماً يحتوي على مجموعة من المعابد المكرسة لآمون، إله الشمس و الريح والخصوبة، و مكان لمراسم التتويج و الحج والزيارات السنوية.
تأسست في الفترة المتأخرة من حكم الفرعون أمنحوتيب الثالث ، أوخلال فترة حكم خليفته امنحوتيب الرابع المعروف باخناتون ، أو الفترة المبكرة لحكم توت عنخ أتون قبل أن يقوم بتغيير اسمه إلي توت عنخ أمون في الفترة مابين عام 1330-1370 ق م. و من المعروف أن اخناتون قد قام بتأسيس مدينة سيسبي الواقعة على بعد 146 كلم إلي الشمال من الكوة.

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

الديمقراطية للديمقراطيين

جرائم عبر القرون ج (10)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...