هنا واحدة من أجمل مدن كردفان. بارا هي عبارة عن بلدة واقعة في ولاية شمال كردفان في السودان , حيث تبعد من العاصمة الخرطوم حوالي 315كيلو متراً، كما تبعد مسافة 40كيلومتراً عن حاضرة شمال كردفان، بارا من المدن التي اشترهت بمواردها الطبييعية ,ولعل أهم ما اشتهرت به هو خام السليكا الموجود في الرمال البيضاء المحيطة بها، حيث تعتبر مادة السليكا هي المكون الرئيسي لصناعة الزجاج.
تمتاز مدينة بارا بالنسيج الإجتماعي المترابط والمتميز فهي منطقة تمازج وتداخل بين قبائل شمال السودان وغربه.
قيل أن أصل كلمة بارا مشتق من الفعل «بارى، يباري، باراه» أي اقتفى أثره. وقيلت الكلمة في أخوين دخل أحدهم غابة كثيفة الأشجار والأكمة كانت تغطي المنطقة فتبعه الآخر وباراه، أو بارا ( بمدّ الباء وإدغام الألف بالهاء، حسب النطق بلهجة غرب السودان العربية المحلية) مقتفياً أثره في محاولة للبحث عنه. فسمي المكان بمكان باراه.
ومن التأويلات الأخرى لمعنى اللفظ وأصله، إنه مشتق من كلمة البر و وصفت المنطقة بأنها منطقة بر وخير وفير. وهناك من يرى بأن الكلمة مشتقة من اسم نبات يسود المنطقة ويطلق عليه بارا.
تعتبر مدينة بارا من المدن التاريخية العريقة والتي شهدت العديد والعديد من الأحداث التي سطرها التاريخ واصبحت جزءا من تاريخ بارا القديم، فقد جذب موقع بارا الإستراتيجي جيش محمد علي باشا أثناء غزوه للسودان في القرن التاسع عشر، فتوجهت إليها قوة من الجيش الغازي لاحتلالها، وفتح الطريق إلى الأبيض أكبر مدن كردفان، فخرج المقدوم مسلم حاكم المسبعات لملاقاة الأتراك ودارت معركة كبيرة في بارا انتهت بهزيمة المقدوم وسقوط البلدة في يد الأتراك الذين واصلوا تقدمهم نحو الأبيض فاحتلوها.
تعتبر بارا إحدى واحات ولاية شمال كردفان , فهي منطقة تقع في تخوم الصحراء الليبية فوق حوض جوفي هو حوض بارا الذي يتميز بوفرة مياهه الجوفية ، ويسود مظهرها التضاريسي انتشار الكثبان الرملية التي تعرف محلياً باسم القيزان (المفرد قوز) وأبرزها قوز الحاجز الواقع على بعد 13 كيلومتر (8 ميل) من البلدة، وقوز القرود على بعد 22 كيلومتر (13 ميل) . كما تشق أراضيها عدة أودية موسمية، تعرف بالخيران (المفرد خور) تفيض بمياه الأمطار في الموسم المطير وأبرزها: خور فرج الله الذي يمتد من الناحية الجنوبية للمنطقة وخور أبويرة في الغرب، وخور كدادة، وخور أم عود، وخور العفينة، وخور القراح وغيرها .
قدمت مدينة بارا نجوماً سوامق للبلاد في شتي المجالات.ومن أشهرهم أسرة شداد التي لا زال منزلها موجوداً في المدينة. ويعتبر البروفيسور والخبير الكروي كمال شداد الأشهر بجانب شقيقه معاوية شداد خبير علم الفلك، فضلا عن النور عنقرة أحد أبرز أمراء الثورة المهدية إضافة إلى الفنانين صالح الضي ومحمود تاور، إضافة إلى مدرب منتخبنا الوطني السابق الكابتن محمد عبدالله مازدا، فهي مدينة معطائها انجبت العديد والعديد من الشخصيات السودانية الخالصة التي سطرت أسمائها بحروف من ذهب.