مدينة الخندق
تقع مدينة الخندق شمال السودان تقع على الضفة الغربية للنيل ،وتبعد ٤٢٥ كيلو متر شمال العاصمة الخرطوم ،تحدها من الشمال قرية سالي ومن الجنوب قرية شبتوت وشرقاً نهر النيل و قرية ملواد وغرباً الصحراء النوبية.
الخندق مدينة سياحية و أثرية جاذبة للسياح، فتاريخها القديم حافل بالملوك و الحكام الذين اختاروا الخندق لتكون حامية لهم و لملكهم ،فهي منطقة مرتفعة جبلية صخرية عالية تطل على النيل والصحراء.
أقامو عليها قلعة كبيرة عالية محصنة منيعة اسموها (القلعة الحمراء) أقاموا فيها وحكموا بتلك البلاد قبل مجئ الاسلام وبعد دخوله ،لذلك اهتم بها الإنجليز عند حكمهم للسودان، و جعلوها مدينة مخططة و أنشأوا فيها دواوين الحكومة مثل مباني قسم الشرطة الذي يعود تاريخ إنشائه الى عام ١٩٠٢م ويتميز بجمال الشكل وقوة بنائه،و يضم مكتب البوستة،ومكتبا للقاضي، و آخر لضابط السوق و البيطري،ومكتب للتلفونات.
و كانت مملكة من الممالك الإسلامية القديمة في القرن الثامن و التاسع عشر الميلادي و آخر ملوكها الملك بشير الذي قام بحفر خندق حولها لتجنب هجمات ممالك الشايقية إبان حروبه معهم و يرجع البعض تسمية الخندق للملك بشير، و هناك رواية أخرى ترجع الاسم الى دخول العرب المسلمين السودان قادمين من الجزيرة العربية لنشر الإسلام بقيادة عبدالله بن أبي السرح والخندق كانت مقرهم عند إتفاقية البقط مع المسيحين ،و نسبة للتشابة بينها و بين المدينة المنورة أطلقوا عليها الخندق ،والله اعلم.
تتميز مدينة الخندق بموقعها الجغرافي ،و طرازها العمراني الفريد الذي يحكي عن حضارة ضاربة في القدم. و هنالك بعض المنازل بها أكثر من طابق وتسمي الراو (قصور ذات طابع قديم ).
وقامت بعثات تابعة لجامعة الخرطوم قسم الآثار بعمل مسح أثري لمنطقة الخندق و ما حولها،و تم اكتشاف عدد من المواقع الأثرية منها عدد ١٨٠موقع أثريا يعود تاريخها للفترة من العصور الحجرية حتى تاريخ الاسلام.
و أيضا تم الكشف عن مقابر جماعية تتبع للعهد المسيحي و قلعة الخندق.
و أكدت الدراسات أن الخندق قبل ثلاث قرون كانت مدينة تجارية و ميناء نهري تستقبل البضائع الواردة من مصر وتركيا و بلاد الشام و أوروبا و منها تتوزع الى مناطق السودان المختلفة عبر قوافل الجمال.و مازالت الدراسات في مدينة الخندق مستمرة.
وتعتبر الخندق من المناطق ذات الكثافة الآثارية الكبيرة حيث تعاقبت عليها معظم الحضارات و الأديان السماوية التي عرفها الإنسان إذ تجد الآثار النوبية والمسيحية والإسلامية.