مدينة أبو سمبل هي مدينة تقع في الجزء الجنوبي الجغرافي المصري النوبي ؛ والتي تبعد حوالي 240 كم جنوب غرب محافظة أسوان ، وبالقرب من الحدود الشمالية لجمهورية السودان.
حيث يبلغ عدد سكانها تقريبا حوالي 2600 نسمة..وتعتبر منطقة سياحية وذات ارتباط وثيق مع السودان لما يميزهم من روابط مشتركه مثل اللغة والقبائل والحضارة النوبية التي تربط شعبي وادي النيل مصر والسودان.
الموقع الجغرافي للمعبد:
يقع المعبد على الضفة الغربية من نهر النيل بمسافة تبعد ٢٨٠كم جنوب مدينة أسوان ، حيث قام الملك رمسيس الثاني بنحت معبدين من الصخر بين عامي ١٢٩٠ و١٢٢٣ قبل الميلاد ، حيث يعتبر المعبد من المعجزات الهندسية المعمارية للمصريين القدماء بالإضافة لكيفية قدرتهم على نحت معبد بالكامل داخل الجبل الصخري.
وقد تم إنشاء معبد أبوسمبل بعصر الملك “رمسيس الثاني” (١٢٧٩-١٢١٢ ق.م)، وقد نقر بهضبة مرتفعة من الحجر الرملي على بعد ٤ كم جنوب موقعهما الحالي الذي نقلا إليه في حملة إنقاذ آثار النوبة بعد إنشاء السد العالي عام ١٩٦٠م.
يضم موقع أبو سمبل معبدين هما معبد أبو سمبل الكبير الذي كان مكرسًا لعبادة “رع حور اختي” و”آمون رع”بتاح والملك نفسه، ومعبد أبو سمبل الصغير الذي يقع على بعد ١٠٠م من المعبد الأول الذي كرس للمعبودة حتحور والملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية للملك.
أطلق اسم “أبو سمبل” على هذا الموقع الرحالة السويسري “يوهان لودفيج بوركهارت” المعروف باسم “إبراهيم بوركهارت” الذي اكتشف الموقع عام ١٨١٣م حين اصطحبه إليه طفل اسمه “أبو سمبل”.
وترجع أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة ؛ توافق الأولى ذكرى يوم ميلاده الموافق ٢٢ أكتوبر والثانية يوم ٢٢ فبراير ذكرى يوم تتويجه. كما يميز المعبد تصميم معماري فريد ؛ حيث نقرت واجهته في الصخر، وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني يصل طول الواحد منها إلى حوالي ٢٠م، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نقر في الصخر بعمق ٤٨م وزينت جدرانه مناظر تسجل انتصارات الملك وفتوحاته، ومنها معركة قادش التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تصور الملك في علاقاته مع المعبودات المصرية.
وكان المعبدان ضمن حملة إنقاذ آثار النوبة السودانية والمصرية، التي كانت معرضة للغرق بعد بناء السد العالي ، ولكن تم نقلهما لمستوى أعلى من منسوب بحيرة السد ، وكان هذا الأمر في غاية الصعوبة لأنه تطلب قص أحجار المعبدين المنحوتين في صلب الجبل وإعادة تشييدهما مرة أخرى .
قصة اكتشاف المعبد الصغير (أبو سمبل)
ولدى وصوله إلى القاهرة، أثناء انتظار قافلة إلى فزان، قرر المستكشف الشيخ إبراهيم بوركهارت السفرَ إلى أقصى جنوب مصر ؛ حيث اكتشف معابد أبو سمبل عام 1813، التي كانت مغطاة بالرمال إلى حد كبير، وقام بوركهارت بإبلاغ المستكشف الإيطالي جيوفاني بلزوني عن اكتشافه، واستناداً إلى وصف بوركهارت، سافر بلزوني إلى أبو سمبل، وبدأ في إزالة الرمال، ودخل المعبد قبل 200 عام فى عز صيف أغسطس عام 1817، والذي توفي فيه الشيخ بوركهارت في القاهرة، ودفن في مقبرة باب النصر في القاهرة.
وتم إنقاذ معبد أبو سمبل عام ١٩٦٣ ونقله إلى هبة أبو سمبل عند البدء في إنشاء السد العالي، يتميز معبد أبو سمبل أنه لم يتم تحويله إلى كنيسة أو تحت أي مسمي آخر مع مرور العصور والديانات عليه.