الكل يشكو مما يُعاني، في مجتمع ظل يُحلم دائماً بكل ما هو جميل، جديد ومتطور؛ مجتمع ظل مُتابعاً لكل التطورات الحديثة باختلاف مجالاتها وتعدد أساليبها، ظل وفياً للإبداع بشتى ضروبه، ظل مُحباُ للفن والتمثيل والدراما.
لكن يبقى الحُب وحده لا يكفي رغم أنه المُبرر الكافي لإقتحام كل الدروب دون خوف، والسير فيها ولو على ضي الشموع، قد تطول الرحلة وتُكثر مشقتها ولكن يبقى الأمل دائماً في حلم الوصول، بعدها يمكننا القول أن متعة الرحلة كانت في متاهة وصعوبات طريق العبور، وفرحة الإنجاز عند محطة الوصول.أهل الفن والدراما باختلاف أجيالهم كانوا دائماً في محاولات جادة لتقديم كل الإبداع الذي يملكون، في وقت كانت وما زالت فيه الإمكانيات المادية حائط سد كبير جداً في طريقهم، وجمهور وطني يحلم بـ دراما سودانية و سينما شبابية قوية ومتميزة ظل ينادي بها طويلاً، مُبدياً إرادته في أن يستمتع بما يقدمه المُبدعين من أبناء الوطن، ليصرخ عالياً مفتخراً بصناعته المحلية ومنتوجه القوي.
تستمر المعاناة في عدم توفر الإمكانيات اللازمة لوجود دراما سودانية قوية ومسرح سوداني ذا حضور قوي ومتابعة جيدة داخلياً وخارجياً، رغم ذلك تستمر المحاولات من بعض الشباب المبدعين في تقديم محتوى متطور وبشكل جديد يُقدم الدراما السودانية في صورة جديدة، قد تكون بداية لمواكبة تطور الدراما العالمية والعربية المُقدمة خلال الفترة الأخيرة.
هؤلاء المبدعين من الشباب ظل حبهم للعمل الدرامي والمسرحي هو الدافع الوحيد لهم في تقديم ذلك دون رعاية من الدولة ولا دعم مُعلن، بل يصرفون على أعمالهم من حر مالهم، لذلك ما زال المجال الدرامي والمسرحي يُعاني من نفس المشكلة منذ بداية عهد التمثيل والعمل المسرحي في السودان، فالذي يتطوع مرة و اثنين… في الثالثة لن يستطيع، ويبقى حب الأشياء وحده لا يكفي لمجاراة التطورات التي يشهدها العالم، وتتسابق لها كبار الدول بالإمكانيات والدعم الكبير.
ما عانى منه الممثلين القدامى والمسرحيين في فرقة الأصدقاء وغيرها من ضعف الإمكانيات وشح الدعم، هو نفسه ما يعانيه شباب اليوم الذين يقدمون أنفسهم بمقاطع قصيرة على مواقع التواصل الإجتماعي تبث البهجة والإبتسامة لكل من يتابعها وتجعل الجمهور يطمع في المزيد والمزيد، ولكن المزيد لن يأتي بهذه الإمكانيات رغم أن أول الغيث قطرة.
ورقة أخيرة
يبقى الإنسان السوداني مُحب للفنون والدراما، عاشق للكرة والرياضة، ولكن الحُب وحده لن يجعلك تلعب جيداً، ولا العشق يجعلك تتقدم مركزاً، ليستمر ظُلم الإبداع في بلادي رغم هوس الجميع بالثقافة والفنون والرياضة، ليبقى السؤال مطروحاً بلا إجابة …
متى نهزم الظروف رغم وعينا بها؟!.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom