في مدينة أمدرمان وبالقرب من معلم أثري آخر وهو بوابة عبد القيوم ،أقام إبراهيم حجازي متحفاً شاملاً يجمع كل قطعة من كل مناحي بلده ،به كم هائل من المعروضات ،كل مايخص التراث السوداني شرقه و غربه شماله وجنوبه.
بدأ حجازي عملية الجمع لمتحفه في عام 1980م و سافر إلى مدن كثيرة و كلما أوغل في الجمع تكشفت له أشياء جديدة .أما الجمع فكان من شراء أو إهداء من كل بيت كان يضم بين جنبيه قطعة قديمة ،و رحب أصحابها بإعطائها إياه عندما علموا بفكرة المتحف الشامل.
يبدأ المتحف بعرض لأسلحة بيضاء لفترة المهدية في القرن التاسع عشر ،حراب و سيوف و سكاكين و أقواس و دروع نجحت في دحر الأتراك .و أوسمة و نياشين بريطانية و أحذية جلدية غريبة الهيئة و أخرى خشبية (قبقاب) لم يعد لها وجود في هذا العصر.
ثم جانب آخر لﻻثاثات المنزلية التي كانت مستخدمة في القرنيين الماضيين.
ركن المرأة
ثمة مجموعة كبيرة من الأواني النحاسية الضخمة و المواقد و الصحون بل و أطقم صينية مستوردة من بولندا منذ قرن من الزمان .فالمرأة السودانية لها عشق خاص للأواني ،أيضا كل ما تستخدمه الأسر الرعوية المترحلة من أدوات لحفظ ممتلكاتها وإنتاج ألبانها.
و هناك أباجورات باسم أسرة تستوردها و هي أسرة يهودية.
وهناك غرفة تضم مجموعة من العملات الورقية و المعدنية مثل عملات من الفترة المهدية و تركية من القسطنطينية،و عملات مصرية و عملات سودانية قديمة من مختلف العصور.
و هناك ركن الوثائق والكتب والمخطوطات بأعداد ضخمة و بكل اللغات ،كتاب فرنسي يعود لعام 1835م و آخر إنجليزي لعام 1861م و آخر باللغة اليونانية عام 1841. و مخطوطات للقرآن إبان الفترة المهدية.
و هناك قسم آخر للصور الفوتوغرافية للخرطوم في فترة (الترماي) و صور لثورة علي عبد اللطيف عام 1924م و صور لسوق أم درمان القديم و لتمثال الحاكم البريطاني كتشنر في قلب الخرطوم.
عرض المتحف لا يصنف الأشياء جهوياً، هذا من الشمال أو ذاك من الجنوب بل يصنفه على أنه إرث انساني كتب له أن يولد ويندمج في تلك البقعة من الأرض المسماة بالسودان،فأجدادنا عاشوا في وئام وكل ينتج حسب معتقده و بيئته ومواده المتاحة.