بقلم : فاطمة أمين
¤ دائماً ما أسرد في مخيلتي تفاصيل اعتصام القيادة العامة والمواكب التي كانت تخرج حين والاخر ، وشهداء الثورة وضحاياها ، تسابقت لدي الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد منذ تغيير النظام حيث توالت الأزمات أزمة تلو الاخرى في وطن حلم أبنائه بتقدم كبير بعد تغيير النظام ، تنادت به شعارات الثورة التي كانت تحمس الرافضين لقيامها، كانوا يحلموا بسودان جديد مرددين “حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي”.
لم يعتقد احد قط ان تتوالى الأزمات التي حطمت آمال شباب الثورة ، حتى ظن البعض أن اندلاع الثورة وتغيير النظام كان خطأً كبيراً، حيث ندم البعض وتمسك البعض الآخر بقشة وآمال ليست ظاهرة للعيان، و وجدت فلول النظام السابق فرصتها للشماتة.
¤ أزمة الخبز التي تفاقمت من السابق حتى اعتقدها المواطن انها شيء عادياً أن يستيقظ في الصباح الباكر ليلحق طوابير الخبز التي قد تمتد لساعات طوال حتى يحصل على قطعات خبز قد لا تكفيه وأسرته لبقية اليوم ، ام ازمة الوقود التي زادت معاناة الشعب من انعدام للمركبات العامة و غلاء تعرفة المواصلات ، وغلاء أسعار السلع الاستهلاكية التي تزداد يوم والاخر.
¤ واذا تحدثنا عن ازمة الدواء التي لم ترى انفراجاَ حتى الان يكون الأمر قد ازداد مرارةً ، وطن لا تتوفر فيه اقل مستحقات شعبه ليس بوطن.
نحن هنا لا نتحدث عن الطبقات الكادحة بل نتحدث عن جميع الطبقات فالمعاناة أصبحت واحدة ، أو السودان أصبح طبقة واحدة يعيش ابنائه ذات المعاناة من أجل الحصول على الخبز والوقود ومن أجل العيش بكرامة .
¤ إذا تحدثنا عن أزمة الخبز وحدها تكفي لإظهار سوء الإدارة وفشل قادة الشعب في توفير أقل مستحقات رعيتهم، زاد الوقود اضعاف مضاعفة وسكت الشعب ظناً وترقباً لانفراج الأزمات ولكن دون جدوى بل تفاقمت واحدة تلو الاخرى.
¤ بعض من الشباب السوداني تحدثوا لنا نادمين على المواكب والاعتصامات التي وصفوها بأنها أضاعت منهم الرفاق، تحدثوا عن فقدان أملهم في تقدم السودان واصفين كل من يتولى أمر الشعب بالطامع في السلطة دون أن يفكر في حل أزمة الخبز والوقود وغلاء الأسعار التي خرج الشعب من أجلها.
¤ لديهم كامل الحق في اليأس من تلك الحكومة الانتقالية التي باتت تتشاجر في تشكيل مجلس وتختلف حول تولي مناصب واشغال كراسي دون الالتفات لأمر الشعب الذي يعاني كل يوم في صفوف الخبز والوقود ، والبحث عن الدواء المنقذ للحياة وتوفير لقمة العيش.
¤ لا يعلم القادة الان والمجلس الانتقالي ان الشعب الذي خرج لإسقاط النظام البائد يستطيع أن يخرج مرة اخرى مطالباً باسقاطهم مهما طال صبره، على الحكومة الانتقالية الان حل المشاكل الاقتصادية وتحسين معاش الناس وترك الخلافات والاهتمام بالقضايا الجانبية ، و النظر في القضايا التي خرج الشعب من أجلها بعين الاعتبار.