311
الصادق وله من اسمه حظ ونصيب، بوفاته فقد السودان حكيماً وسياسياً وقائداً، ويبقي غرسه في حزب الأمة هو الأمل في مواصلة نهجه السياسي مع الآخرين الذي وصفه كثيرون عاشروه بالتسامح والصفح الجميل، فالسياسة عنده تجنح للسلم والحوار ويحضرني هنا قول المتنبي في رثاء الأمير بن التنوخي:
ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثرى
أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ
خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ
والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ
والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ
وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَولَه
وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ
حتى أتَوا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
في قَلبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحفُورُ
بوفاته فقدت الحرية والتغيير سياسي ذو ثقل كبير ومؤثر، فالحاضنة السياسية للحكومة الحالية كانت تعاني من نزاعات سياسية وخلافات جعلتها الحلقة الأضعف في الفترة الانتقالية، فهل بعد وفاة الإمام تنجح في لملمة مشكلاتها وتجاوزها أم تكتب نهايتها وتعود الأحزاب لصراعها الفكري والتاريخي الرافض للاتفاق..!
تفاعل ضعيف من الحكومة مع الأزمات والمشكلات الصحية بداية بمراكز العزل وتوفير أدوات الوقاية والحماية والمعينات للكوادر والمرضى، ونهاية بأزمة الدواء وغلاء اسعاره ودخول عدد كبير من اصناف الدواء للسوق السوداء، وبينما كرونا تحصد أرواح السودانيين لاتزال الحكومة تقف موقف المتفرج من أزمة القطاع الصحي وكأن الأمر لا يعنيها.!
وفي الأخبار أن مراكز عزل كورونا فرضت رسماً قدره اثنا عشر ألفاً من الجنيهات (مليون)، لتجهيز جثمان المتوفى بكرونا، (12) مليون والتضخم تجاوز ال 200%، (12) مليون ومؤشرات البحث تشير إلى وصول نسبة الفقر في السودان إلي 70%!!
عجزت الدولة عن إكرام السودانيين احياء، فأهلكتهم بالصفوف والغلاء وانعدام وندرة أبسط مقومات الحياة الكريمة، ولاحقتهم بالجباية ودفع الأموال موتى..!!
نهاية القول..
لعضو المجلس السيادي الانتقالي / كباشي ولرئيس لجنة التحقيق في (فض الاعتصام) الأستاذ/ نبيل أديب أهديهما قول الإمام علي رضي الله عنه :
(رحم الله امرءاً أحيا حقّاً وأمات باطلاً ودحض الجور وأقام العدل).
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom