قد يقول البعض أن الثورة لم تحصد ثمارها !!
للأسف .. هانحن الان نحصد أعظم ثمارها وندخل في أول مطالبها الاساسية .. وهي تشكيل حكومة كفاءات مستقلة تكنوقراط بعيدًا عن الأحزاب داخل السلطة التنفيذية .. وفق قوانين السياسة ذات الطابع المتطور .. التي لا يجوز فيها دخول الأحزاب في الحكومات الانتقالية !!
فقد تم إقصاء الأحزاب وتم التوافق علي دكتور عبدالله حمدوك لتشكيل حكومته التنفيذية .. وكان التوافق من أصحاب القوى الحقيقه في هذا الوطن بعيداً عن قوى الحرية والتغير التي في نظري هزله لا تحمل الجانب المادي والمعنوي والحنكة السياسية لقيام تحول ديمقراطي الذي يحلم به الشعب.
الان دكتور عبدالله حمدوك يقف خلفه وتؤمن به كل النخب الثقافية الحقيقية وقيادات الجيش التي نحترمها ونحترم اتخاذها لقرار 25 من اكتوبر الذي صنفه البعض انه انقلاب ولم يكلف نفسه ان يرى من اعلى انه الحل الانسب لحل تلك المعضله السياسية التي كان سببها الأحزاب داخل هذا الوطن المتكالب عليه !!
الآن تلك القوى السياسية الهزله .. تمارس نهج جديد لاسترجاع مناصبها على أكتاف الشباب !!
وهي إعطاء شرعية للشباب في التظاهر وأنهم يستطيعون التغير .. وكل ذلك ليتم استغلالهم واستدراجهم لتصعيد المشهد الذي يخدم أجندتهم .. ولكن للأسف من غير وعي سياسي من قبل الشباب سيترتب علي ذلك حركات شعبوية لن تنتهي وستقودنا إلي الهاوية !!
فالشباب يعشق التغير من أجل التغير دون رقابة أو رؤية حقيقية تقودهم إلي الأفضل بحسب معطيات بلادهم !! .. لذلك تأتي الأحزاب وأصحاب المصالح لاستغلال تلك الاحلام وتقويض أفق تطلعاتهم .. بهتافات تخدم مصالحهم الحزبية الانتهازية والسعي في إخراجهم .. لذلك تجدهم يخرجون معهم بكوادرهم ليهتفوا بما يتطلعون لأجله وما يحلم به الشباب.
في الاخر … نجد المستفيد الاول هم الأحزاب إذا تدبرنا وأدركنا .. فهم الذين يحلمون بسلطة في طبق من ذهب على أكتاف الانتقالية والشباب السوداني .. ولكن الآن أصبح هدفهم الأساسي أن يتقاسموا السلطة فيما بينهم كقوى سياسيه سودانية متحدة .. وتتبادل التشكيلات والمناصب فيما بينهم … كل عام … وفي الاخر يضيع الشعب والشباب الذين يحلمون بغد أفضل لبلادهم وأنفسهم !!
اما بالنسبه للقتل .. دون شك هنالك طرف ثالث خفي .. كان هدفه تصعيد المشهد حتى لو سال الدم ومات الشباب !!
دعونا نتفق ان كل شرطي او عسكري يرى نفسه يخدم بلده ويحميها من التفلت والخوارج ولكن كل ذلك علي حسب العقيدة التي يتم ترويجها وادلجتها له.
نحن لسنا في صدد تخوين المنظومة العسكرية .. ولكن من الواجب والضروري إعادة هيكلتها من الكوادر الحزبيه والنظام البائد !!
وكل ذلك بهدف ان لا تكون أداة للتصعيد السياسي !!