لماذا ؟

هل كلّ ماكُتِب في كتب التاريخ صحيح؟
لماذا نؤمن بهذه الديانة بالتحديد؟
ما الذي يجعل الأفكار والمعتقدات في عقولنا ثوابت؟
من أين جاءت الأعراف ولماذا علينا تطبيق التقاليد
بحذافيرها ؟
مثل هذه الأسئلة وغيرها .. قد تضع صاحبها في مأزق مع مجتمعه أو المحيطين به أو حتى مع نفسه !
مع أن التساؤل والتشكيك في الحقائق هو أساس التطور منذ قديم الزمان ..
لو لم يَسأَل نيوتن نفسه عندما سقطت على رأسه التفاحة لماذا سقطت للأسفل تحديداً ؟
لما تم إكتشاف اساس نظرية الجاذبيه، التي بُنِيّ عليها من القرن السابع عشر وحتى الآن مئات الاكتشافات والاختراعات التي ساهمت بشكل حقيقي في تقدم الإنسانية وتطور العالم بشكله الحالي.
ولكن هناك بعض الأسئلة في نظر المجتمعات جريمة !!
و إجاباتها تعتبر من البديهيات والمسلمات ..
لماذا ؟
الأسئلة التي  تبدو بديهية لك هي تساؤل حقيقي لغيرك، وبذلك تنتقل المعرفة من شخص لآخر ومن جيل لآخر ..
تقول انديرا غاندي وهي المرأة الوحيدة التي شغلت منصب رئاسة الوزراء في الهند وثاني امرأة تشغل هذا المنصب عالميا في ذلك الوقت : (الحق بالسؤال هو أساس تقدم الإنسانية).
لذلك يُدهِشُني كل أستاذ أو مُربي يُنكر على الجيل القادم أسئلته ..!
(بابا ..كيف جئت إلى هذه الدنيا )
(ماما ..لماذا علي الذهاب الى المدرسة )
وغيرها الكثير من الأسئلة التي قد تقابل ب إجابات مثل:-
(لأني أعلم اكثر منك، لأني قلت ذلك وكفى، لأن هذا هو المتعارف عليه)
أسئلة الأطفال هي بوابتهم للمعرفة والتعلم.
تِلك البوابة التي تُفتح لِتُدخل الضوء إلى عقولهم فتنمو وتُزْهر.
ولكن إذا تجاهلها الأهل أو أجابو عنها بطريقة خاطئة من الممكن أن تَغرس في أذهان الأطفال افكاراً مشوهة عن مفهوم ما، وتَبني  عليها قناعات قد تؤثر عليهم في المستقبل بشكل كبير.
والأسوأ عندما تُرفض هذه الاسئلة لأن لها علاقة بمسلمات المجتمع كالأديان وكتب التاريخ والمعتقدات المجتمعية
أو حتى القيادات السياسية !
فيكبر الطفل ويصبح أحد الحاملين للعلم دون تعلم حقيقي..
او أحد المُتَبنين لفكرة أو معتقد ما بدون إعتقادٍ فيه!
وتُصبح تجربته في الحياة هي نتاج تلقين وليست نتاج لتحليل أو معايشة فعلية للواقع ..
يقول يوسف زيدان لإبنته : (اسأليني يا ابنتي، لأن السؤال هو الإنسان. الإنسان سؤالٌ لا إجابة.
وما الأسئلة إلا روح الوجود ، بالسؤال بداْت المعرفة و به عرف الأنسان هويته)
الانسان عبارة عن فكرة وأسباب تكون معتقداته التي سوف تحدد وتحرك حياته في المستقبل ..
فقبل أن تتبنى فكرة أو تدافع عن معتقد ..
هل سألت نفسك ..
لماذا ؟

Related posts

السودان ما بعد الإتفاق الإطاري

حوار الطرشان

الصحافة مسؤولية .. وليست جريمة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...