توقفنا في مقالنا السابق عن تصنيف اللغة المروية وتحدثنا عن رفض البروف عبد القادر محمود عن إعتمادها كلغة سامية وشهدنا ذلك بمقطع من كتابه اللغة المروية.
عموماً تعتبر اللغة المروية من اللغات التي لم يتم تصنيفها حتى الآن بصورة مؤكدة سوى تلك الإجتهادات و الإفتراضات القابلة للتدحيض في أي زمان أو متى ما وجدت دلائل تدحض تلك النظريات المعتمدة حالياً ، ويرجع عدم تمكن العلماء من تصنيف هذه اللغة لقلة و ندرة البيانات وصعوبة تفسيرها منذ فك رموزها الأبجدية عام 1909م.
ذهب بعض العلماء إلى أن اللغة المروية مرتبطة باللغات النوبية واللغات المماثلة لشعبة النايلو صحراوية و على سبيل المثال العالم كلود ريللي 2004،2007،2012،2016 وهو أحدث مؤيد لفكرة نيلو صحراوية اللغة المروية بناءً على تركيبها و صرفها ومفرداتها المعروفة، و أن ترتيب الكلمات في اللغة المروية تتوافق تماماً مع لغات شرق سودانوية أخرى في إشارة واضحة إلى أن اللغة المروية تنتمي إلى لغات شرق سودانوية و هي عائلة نيلية صحراوية ومن ضمنها اللغات النوبية.
في العام 1964م حاول العالم تريقر إثباتها لغة نيلو صحراوية وبشكل أكثر تحديداً أنها لغة شرق سودانوية مستخدماً قائمة من الكلمات المروية ومقارنتها بلغة النارا وهي قبيلة كوشية الأصل رغم وجودهم بإريتريا ، ولكن كانت المقارنة ضعيفة وهزيلة ولا ترقى بالمستوى المطلوب، ونصفها كانت مأخوذة من زهلر Zyhler و تمت ترجمتها بالخطأ أو ببساطة لم تكن موجودة على الإطلاق.
بينما ذهب البعض الآخر إلى أنها ضمن اللغات الآفروآسيوية على سبيل المثال إقترحت روان 2006-2011 أن مخزون الأصوات المروية والصوتيات مشابهة جداً إلى الآفروآسيوية كحال اللغة المصرية وغير مشابهة للغات النيلو صحاريان.
في عام 1911م قام العالم البريطاني قريفث المتخصص في علم المصريات بفك رموز اللغة المروية و معرفة نطق وقراءة الكلمات دون فهم المعنى و بالرغم من هذا لا تزال هذه اللغة عصية ومعقدة و لا يزال الجزء الأكبر منها غير قابلة للترجمة وحتى تلك التي ترجمت بواسطة العالم قريفث ستظل مجهولة وغير مؤكدة بصرف النظر عن أسماء الملوك و الآلهة والأماكن وبعض الأسماء المصرية المستعارة.
نواصل …