لست بالقوة التي أرسمها علي ملامحي وتصرفاتي
وهذا الحائط الذي أحتمي خلفه ليس سوي جليد، هذه الإبتسامة التي لا تفارق شفتي ليست سوي خيوط عنكبوت بل هي أوهن.
العقل الذي يزينني، والحكمة التي تغلفني كهالة ضوء. .. نعمة كثيرا ما أحسستها نغمة، أنا أحس واتألم، أبكي وأغضب اقسم علي ذلك، تجرح مشاعري و أفقد الأمل أحيانا وكل هذا بيني ونفسي… فبحكم لطافتي ومرحي ورجاحة عقلي يراني من حولي كائن من كوكب آخر، مخلوق من طينة غير طينة البشر ليس لي حق أن انزل إلي درجة البشرية وأعيش إحساس سالب أو أفقد تفاؤلي للحظة، ليس لابتسامتي ان تخبو او تصدر مني آهة يوما ….
أجلس لساعات أستمع إلي أحدهم… وأعيش معه كل الأحاسيس، ثم أسحب نفسي وأقف بعيدا موقف القاضي لأحكم…. وينتهي كل شيء.
ولا أحد يوما سمعني ولم يكن شيئا يخصني موضع نقاش… أنا أيضا لدي مشاكلي… أعمل عليها لوحدي. .. أحيانا أنجح وأحيانا أفشل.. لم أسمي نفسي ملاك… أمي اسمتني والكل يقول إسم علي مسمي….. صدقوني أنا بشر مثلي مثلكم….
هذا التاج الذي علي رأسي والأجنحة التي على ظهري فقط في أعينكم من صنع خيالكم… انتم مسحورون فقط… وأنا لا أدري كيف يفك السحر لتروني بعين الحقيقة…
اليوم فقط أدركت أن إسمي مدرج في جدول أعمال كل من حولي… كمنفذ لمهام تخصهم… اليوم فقط ادركت إحساس البيدق الذي مكانه دائما خط الدفاع الأول وعند النصر لا يذكر سوي إسم القائد…
اليوم ساقول لا وأبتسم.. ساقول لا وأعتذر… ساقولها وأنسحب بهدوء لن يلحظ أحد إنسحابي… ولكنهم سيفتقدونني… سيحسون غيابي.
حمدا لله علي نعمة الإيمان وفكرة وجود الرب… فلولاه لا أدري من كنت أبث أحزاني و شكواي.