بقلم: موفق صلاح أبوالقاسم
في عنوان لصحيفة (ماركا) الإسبانية بعد هزيمة بايرن الكبيرة لبرشلونة كتبت فيه (إذلال من أجل التاريخ),
عنوان يصف ما كانت عليه المباراة حتى لمن لم يشاهدها.
ولكن كلنا نعلم أن من عادات الألمان هي عدم الرحمة داخل المستطيل الأخضر مهما كان حجم وتاريخ وقوة الفريق المنافس، وكلنا يتذكر مونديال كأس العالم 2014 عندما أسقطت الماكينات الألمانية راقصي السامبا بسباعية تاريخية وفي ارض السامبا دون رحمة.
بايرن ميونيخ هنا وفي دوري الأبطال ضرب ولم يبالي ولم يرحم بل وأذل برشلونة كما قالت الصحف الإسبانية.
اذا تحدثنا عن البايرن في المباراة فإن البايرن قدم مستوى وأداء رفيع ومتكامل بل أن كل لاعب داخل الملعب قدم اعلى مستوى دون فرز، كل كان يقاتل وكأنها فرصة كانوا ينتظرونها للانتقام من موسم 2015 عندما تأهل البرشا على حسابهم، ولكن تاريخيا بايرن ميونيخ هو أكثر من فاز على برشلونة بدوري الأبطال، والآن وبعد هذا الفوز بايرن أصبح أقرب وأقوى المرشحين للظفر باللقب الأوروبي.
أما من ناحية أخرى فإن هذه الليلة كانت ليلة قاسية على نادي برشلونة الذي وإن كانت هزيمته كبيرة ومهينة فإنه لم يتعود على ان تمتلئ شباكه بهذه الطريقة، وهذه سنة الحياة وإن كانت قاسية في بعض الأحيان، وأحيانا القسوة تعجل بالقرارات الجريئة، نادٍ تعود على حصد الالقاب وصنع التاريخ في عالم كرة القدم الحديثة لن تمر عليه هذه الهزيمة مرور الكرام بل ربما انه كان يحتاج لمثل هذه الصفعة الموجعة لكي تتغير القناعات بأن حقبة الإعجاز الكروي قد انتهت ولابد من جيل جديد يعود للفريق بالإنجازات وهذا الجيل لن تجلبه هذه الإدارة الضعيفة التي يصفها الكثير بالإدارة الفاشلة كليا، التغيير يجب ان يبدأ من رأس الهرم مرورا بالطاقم الفني وينتهي بالتغيير في اللاعبين، وقال جيرارد بيكيه مدافع نادي برشلونة في هذا الصياغ :(إن إستدعى الأمر الى التغيير فأنا سأكون اول الراحلين) محملا نفسه المسؤولية و مشيرا إلى أن مصلحة النادي فوق كل شئ، فنادي برشلونة منذ خمس سنوات ظل يخرج من دوري الأبطال خروجاً قاسياً ومذلاً في بعض الأحيان بعد ريمونتادا روما اولاً وليفربول ثانياً واخيراً هزيمته المذلة من البايرن.
يبقى السؤال: بعد هذه الهزيمة التاريخية لبرشلونة هل سنشهد جيلاً جديداً وتغييراً جذرياً في النادي ام تستمر الإدار الفاشلة تتحمل عواقب إدارتها وتستمر في إهانة هذا الكيان العظيم.