لا جديد يُذكر.. فقط القديم يُعاد..

توقفت عن الكتابة طوال الفترة الماضية لأسباب مختلفة أهمها الجو السياسي العام وحالة التسارع في الفشل الحكومي لدرجة تجعل الجميع في حيرة..
أعود اليوم ولا تزال الأزمات لم تراوح مكانها، فوزير الصناعة لا يزال يتحجج بأعذاره المُملة المتكررة عن صعوبات وتحديات تواجه وزارته في حل مشكلة الخبز، ولم يترك مؤتمراً ومنبراً إلا وحدثنا عن خططه الطموحة التي لا نعلم متى تصبح واقعاً، فتارة يحدثنا عن مصانع تنتج أطنانا من الخبز وأخرى عن زيادة نسبة الاستخلاص مدعياً أن خطواته في الحل ستعني الوفرة قريباً، والمحصلة بعد أكثر من عام هي صفوف على مد البصر و مخابز مغلقة..!!
أما وزيرة المالية المكلفة هي الأخرى تغل يدها عن أساسيات الحياة ومعاش الناس، وكأن الأمر لا يعنيها فبين انعدام الخبز وندرة الدواء وشح الوقود تخرج لنا لسانها، كأنها تحدثنا بلسان مذيعة أحدى الفضائيات (أجيب ليكم قروش من وين حبايبي أنا)!!
وبما أنها عاجزة عن إدارة الاقتصاد وتوفير موارد حقيقية وحل المشكلة الاساسية المتعلقة بالخبز والدواء والوقود فالواجب والأفضل أن تترك مقعدها لآخر له القدرة على حل المشكلات..!!
فوزيرتنا الأنيقة تكاد تكون المسؤول الأول عن كل مشاكل الوزارات بمماطلة وزارة المالية في دفع الاستحقاقات المطلوبة.
عدت ووجدت وزير الطاقة يلجأ لتحرير سعر الوقود مدعياً أنه الحل الأوحد لأغلب مشاكلنا، فبدلاً عن دعم الوقود سيتوفر الخبز والعلاج ويتوقف التهريب الذي يعتبره الوزير واحداً من أهم أسباب ندرة الوقود في السودان، مع العلم بأن الجميع يعلم أسباب الندرة المُتمثلة في عدم الاستيراد وزيادة الطلب الداخلي، وليته حرر الوقود ووفره، فالأزمة لا تزال كما هي، والأسوأ أن السعر الذي تم تعديله على لسان الوزير قبل أيام لم يتم تعديله على أرض الواقع في عدد من محطات الوقود، وهذا طبيعي لمجموعة حاكمة فشلت في كل شيء فكيف لا تفشل في الرقابة..!!
ويبقى الهم الأكبر والفشل الأكبر متمثلاً في وزارة التربية والتعليم وإدارة المناهج، فلا هي أكملت تغيير المناهج وطباعة الكتب، ولا هي وضعت خطة للتدرج في هذا التغيير لتفشل بكل بساطة في بداية العام الدراسي، ما يحدث في هذه الوزارة يستوجب الاقالة والمحاسبة إن كان هناك مسئولاً يحاسب!!
الطاقم الوزاري لحكومتنا أقل من حجم التحديات ولايصلح أن يكون مُعبراً عن ثورة كان ثمنها نهراً من دماء، فلا هم كفاءات ولهم القدرة على حل المشكلات، ولا هم ثوار لهم القدرة على تحجيم العسكر ..!
نهاية القول.. 
يبقي السلام الإضاءة الوحيدة في ظل هذا الظلام وأخشى أن يكون مشابهاً لما كان يحدث سابقاً، فالأشخاص هم الأشخاص والأجندة هي نفسها فهل ياترى كان الوطن حاضراً بينهم هذه المرة !! أم المسارات المبتدعة طغت عليه!!
لنا الله..

Related posts

السودان ما بعد الإتفاق الإطاري

حوار الطرشان

الصحافة مسؤولية .. وليست جريمة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...