لمعرفة كيفية الدفاع عن الوطن، يجب علينا أولاً أن نعرف ما هو الوطن؟
هل هو تلك الرقعة الأرضية المحددة بحدود سياسية من الجهات الأربع؟
هل هو تلك الجبال والسهول والأودية والصحاري والبحار؟
هل هو تلك المدن التي يعيش فيها الناس؟
هل هو تلك الأماكن والبيوت والمنازل والمضارب التي ولدنا فيها وترعرعنا وتربينا فيها؟
هل هو تلك الممتلكات والأموال التي حصلنا علينا سواءً بالوراثة أو التجارة؟
الجواب: نعم
كل ما ورد في الأعلى قد يكون وطن، ويستحق فعلاً أن ندافع عنه.
ولـكـــن…
هناك ثمة (وطن) لم ندرسه في المناهج الدراسية ولم نتعلمه في ثقافتنا الاجتماعية!
هناك ثمة (وطن) يستحق الدفاع عنه
وعن كرامته وعن حقوقه وحريته واستقلاله
ثمة (وطن) من نوع آخر (وطن) من أجله
- نزلت الشرائع السماوية
- وبعث الله من أجله الأنبياء
- وكتب من أجله الشعراء والأدباء والمفكرون والحكماء
(وطن) لأجله
- أنشئت المدارس
- وبنيت المعاهد والجامعات،
(وطن) لأجله
- وجدت التشريعات وبه نجحت الأمم،
(وطن) لأجله
- تسلحت المعسكرات لخدمته
- وسهرت الأعين لحراسته
(وطن) لأجله
- قامت به الحضارات
- وسمت به المجتمعات
ترى ما هو هذا الوطن؟!
وكيف ندافع عنه؟!
هذا (الوطن) باختصار هو (أنت)
ذلك (الوطن) المتمثل في كيان الإنسان نفسه الإنسان المواطن، الإنسان الفرد، الإنسان الجيل، الإنسان الأمه، الإنسان العلم والعمل، أياً كان مذهبه أو طائفته أو دينه أو قبيلته، أياً كان معتقده ومنهجه وانتمائه، الإنسان الأب والمربي والمعلم والصحفي والعامل والموظف والطبيب والمحامي … إلخ
الإنسان هو الحاضر والمستقبل
أما كيفية الدفاع عن ذلك (الوطن)
- عندما أطالب بالحرية والعدل والمساواة فأنا ندافع عنك
- عندما أطالب بصون الحرمات وعدم التعدي عليها فأنا ادافع عنك
- عندما أطالب بعدم تكميم الأفواه فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بتكافؤ الفرص فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بمجانية التعليم فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بحق الرعاية الصحية فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بحرية التنقل فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بالعيش في أي جزء من أجزاء الوطن فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بالتعايش بين أفراد المجتمع بدون إقصاء أو تهميش فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بتحسين الدخل الوظيفي للأفراد في القطاعين العام والخاص فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بإصلاح مؤسسة التعليم فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بإيجاد المشاريع الخدمية لكل أبناء المجتمع فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بتحييد القضاء واستقلاله فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بفرض قوة القانون على الجميع دون استثناء فأنا أدافع عنك
- عندما أطالب بعدم التمييز بين الأفراد على أساس عرقي أو مناطقي أو ديني أو مذهبي أو طائفي أو حزبي فأنا أدافع عنك
فأنا بكل ذلك ادافع عنك
- عندما أواجه الفكر المتطرف والإقصائية سواء منك أو من غيرك فأنا ادافع عنك من أي فكر متطرف آخر قد يوجه ضدك
- عندما أقول لا للعنصرية ولا للتمييز العنصري والطائفي والطبقي والمناطق، فأنا أدافع عنك
وعندما أدافع عنك كـ (وطن) أكون قد دافعت عن (امه) بأكملها، بأفرادها بأديانها، بمذاهبها، بطوائفها، بتنوعها الثقافي والسياسي، بممتلكاتها وحرماتها، بحدودها وبأراضيها، بسهولها وجبالها وبحارها، بمدنها وقراها، وباديتها وحضرها، بشوارعها وطرقها، بمنشآتها ومبانيها.
هكذا يجب أن تكون الأوطان وهكذا يجب أن ندافع عنها.
افرح انت وطن.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom
