في شمال السودان و تحت كثبان الرمال التي ترمض من شدة الحرارة ، و على بعد 9 كيلو مترات جنوب دنقلا عاصمة مملكة المقرة ، عثر المنقبون على بقايا أسوار عظيمة و في وسطها تلاً رملياً محاطاً ببقايا أسوار ضخمة في شكل مربع ،أطلق عليها فيما بعد كنيسة بنقنارتي – و التي تعني جزيرة الجراد باللغة النوبية – من قبل مركز ميخالوفسكي لدراسة الآثار في مناطق البحر الأبيض المتوسط التابعة لجامعة فارسافيا ،و تعتبر من أهم المناطق الأثرية في السودان ومركزاً للحجاج المسيحيين في العصور الوسطى.
إكتشف الباحثون أن هنالك كنيستان فوق بعض ،كنيسة عليا شيدت فوق كنيسة سفلى عندما بدء سقفها بالإنهيار ، و يبدو أن الغرض من تشييد الكنيسة العليا لحفظ محتويات الكنيسة السفلى و كلاهما مخصصتان لروفائيل رئيس الملائكة و زينت بجداريات ذات جودة عالية من الداخل.
الصور والنقوش :
في الكنيسة العليا عثر على أكثر من 900 نقش مكتوب على الجدران من قبل الحجاج، بينما عثر على لوحة الهبوط إلى الليمبو في الكنيسة السفلى، كما تم العثور على واحدة من أقدم الصور في العالم لمريم العذراء ، على طول الجانب الشرقي للكنيسة توجد سبعة معابد و في واحدة من المعابد توجد كتابة إبتهالية موجهة للملك تقول (من شبكة الشيطان خلصنا يا روفائيل).
كشف الفريق أيضاً العديد من الأعمال الفنية في بانقنارتي ، من بينها رسم يرجع إلى القرن التاسع يوضح ما يسمى ب “النزول إلى الجحيم.” و من الأشياء الرائعة للغاية لوحة الكنيسة السفلى يظهر فيها يسوع المسيح و هو نازل للتو إلى الجحيم لتحرير العذراء ،و هناك أيضاً ثلاثة كتابات منقوشة على لوحات رخامية بحالة جيدة ، وجد اسم الملك مرقس هميجون في إحدى هذه اللوحات، و الثانية لسيدة نبيلة مجهولة بينما الثالثة كانت عبارة عن بلاطة أثرية مكتوبة لتخليد أحد الملوك دون إيراد إسمه.
على سلم الدهليز وجد صورة لشابين يحملان أدوات طبية و هما القديسان كوسما و دوميانوس كانا طبيبين مبجلين في الكنائس الشرقية.
بعض النقوش أشارت إلى وجود صراعات داخل مملكة المقرة مكتوبة باللغة الكاتالانية و البعض يشير إلى قدوم بعض الحجاج من أوروبا طالبين الشفاء بشفاعة الملاك رفائيل.