333
ثمةَ أمورِ كثيرة يتغاضى عنها عامة الناس ويتعمد تجاهلها البعض، لا تحتمل التكتم تنخر بين الناس وتأجج نيران الصراع في النفوس وتشتعل بمجرد بروزها إلى سطح الواقع، فنجد أنها قد وجدت حظها من الإنتشار بين الناس، ولا ننكر أن انصرافية البعض قد وصلت إلى مراحل بعيدة أصبح فيها الممنوع (مرغوب) والحرام (حلال)، والمعيب (فوق العادي) لدرجة أننا نتناول بعض القضايا دون مبالاة، فتأتي عابرة وكأن عيباً لم يُذكر ولم يحدث!
لا تعرقلها عراقيل ولا تستوقفها أسئلة تلك (القلة) من الناس، ممن رحم ربي وأكرمهم بالحضور الجيد والإصغاء والتحليل، ممن يتمتعون بقدر متواضع من الإيمانيات… نتحجج بشمول رحمة الخالق بعد ارتكابنا للمصائب، وتعمُدنا الوقوع في الجرائم، وكأن الأمر سيعبر ويمر مرور الكرام.. لكن هيهات هيهات..
يظل الشرف خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال حتى وإن تساوت الكتوف، وتظل الأخلاق عنواناً يميز الأخيار من بني البشر ..
ما دعاني لكتابة هذه السطور متابعتي لما يدور في الشارع من سلوكيات بغيضة لا تمُت للأخلاقِ والأعراف بصلة، غير أنها تُديننا أمام الله عز وجل، ثم تديننا أمام أنفسنا كأن تقود الإنسان شهوته لممارسة الزنا التى حرمها الله وأنزل الآيات القرآنية في تحريمها، وغيرها من الملذات والمنكرات التي قد تكون سبباً في تفكك كثير من الأسر وهدم العلاقات الإنسانية وقطع الصلات الطيبة بين الناس..
الُمزعج في الأمر هو إصرار بعضهم على التمادي فيها، وتحين الفرص للوقوع فيها دون النظر لعواقبها وما يحدث بعد الإنتهاء مباشرة من تلك اللحظات..
يبقى الوقوع في المنكرات والأخطاء من الجرائم والذنوب التي دائماً ما تفشل محاولات التبرير لها، ويحدث أن تمر الأيام وتدور الدوائر ونجد أن ثمة ضريبة ما تدفع، ودين يسدد في خصر الإنسانية والأخلاق فكما (تُدين تُدان ).
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom