الرئيسية تاريخ وسياحة كافيا كنجي (حفرة النحاس)

كافيا كنجي (حفرة النحاس)

بواسطة حواء يوسف
502 مشاهدات

بلدة في جنوب غرب السودان بوﻻية جنوب دارفور في محلية الردوم، في منطقة وسطى بين بحر الغزال وجنوب السودان و جنوب إفريقيا. تبعد عن الخرطوم حوالي 1009كيلو متر و عن نياﻻ حاضرة الوﻻية حوالي 350كيلو متر و على إرتفاع 555متر فوق سطح البحر . تقع البلدة بالقرب من محمية الردوم الطبيعية ،و هي إحدى نقاط الخلاف الحدودي بين السودان و دولة جنوب السودان بعد إنفصال جنوب السودان في عام 2011م.
وكافيا كنجي اسم مركب بلغة البنقا (إحدى قبائل جنوب دارفور) يتكون من مقطعين كافيا أو كابيا و تعني رهد أي أرض منخفضة تتجمع فيها مياه اﻷمطار، و تكون صالحة للإستعمال. و لفظ كنجي أو قنجي تعني الحوت أو الأسماك وكافيا كنجي تعني (رهد السمك).


والبعض يقول قنجي تحريف لكلمة رينجي بلغة البنقا، وهو نوع من اﻷشجار التي تنبت على ضفاف الرهود.
ظلت تلك الرقعة المكتشفة بواسطة الطليان لغزاً حتى زارها الرئيس الراحل جعفر نميري في السبعينيات من القرن الماضي، ليزيح الستار عن ذلك اللغز وأدرك المواطنون أنهم يقيمون فوق كنز من النحاس فأطلقوا اسم حفرة النحاس على تلك الرقعة التي حملت اﻹسم من يومها وحتى اليوم.


أهم مايميز المنطقة التعايش اﻹجتماعي، والتواصل، واﻹتصال الدائم بين مواطني بحر الغزال وجنوب دارفور ، و تعتبر المنطقة ملتقى تجاري لمختلف أهل السودان بحكم موقعها الجغرافي .وشكلت مركزاً تجارياً للمنتجات اﻹستوائية مثل سن الفيل، واﻷبنوس، وريش النعام.
وساعدت الهجرة إليها ﻷجل العمل في التجارة على تشكيل خلطة أثنية بين قبائل الشمال وقبائل دارفور.


و تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن منطقة جنوب دارفور من المردوم إلى حفرة الناس بها المعادن بصورة كبيرة تحتوي على99 نوع من المعادن من بينها اليورانيوم المشع، والمنطقة غنية بالذهب وتزخر بكميات كبيرة من النحاس.
تعد منطقة كافيا كنجي إمتداداً طبيعياً للوضع الجيولوجي في منطقة كاتنكا في جمهورية الكنغو الديموقراطية في إفريقيا الوسطى؛ التي تعد أكثر الدول الزاخرة بالمعادن خاصة الثمينة منها .كما نجد ترسبات لمعدن الماس من إفريقيا الوسطى عبر اﻷمطار والوديان إلى حفرة النحاس.


وقد أثار النحاس أطماع القوى اﻹستعمارية فتنافست على السيطرة على تلك المنطقة.
بعد الاستقلال كانت حفرة النحاس أكثر المناطق استقراراً، ولم تتأثر بالحروب اﻷهلية ولم تشكل أي هاجس أمني للحكومة ،ولكنها بدأت تشهد بعض النزاعات في عام 1990م، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الإهتمام بها في المفاوضات، وتم إدراجها ضمن المناطق المتاخمة للحدود بين الشمال والجنوب بعد إنفصال جنوب السودان .
بالرغم من إن نشاط التعدين قد تم بواسطة شركات أجنبية خلال حقبة مايو في عمرها اﻷخضر إلأ أن زيارة الراحل نميري للمنطقة وضعت حداً لكل شيء لأنه اكتشف أن عمليات تهريب منظم للمعادن تتم إلى الخارج فتوقف التعدين لمدة 4 عقود .


ولكن مؤخراً رصد سكان منطقة كافيا كنجي حركة غير طبيعية لعمليات التعدين تتم في سرية تامة بحفرة النحاس. و لأن التعدين يساعد على إنعاش إقتصاد المنطقة والمحلية والوﻻية، ﻻبد من إشراك السلطات الوﻻئية ممثلة في الوالي ومعتمد الردوم واﻷهالي؛ وقيام مثل هذه المشروعات التعدينية يساعد في توظيف العمالة للمحلية، وتمنع التمرد وتساعد على تعبيد مئات الكيلو مترات لربط مدن محلية الردوم وبرام مع نياﻻ والضعين وتنتعش الحياة.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00