قراءة لفيلم The Truman Show

وماذا إن إختلفنا..؟

 

في حُب “ترومان شو” 🖤

يقول مخرج مسلسل الواقع “ترومان” :

“أننا نتقبل الواقع الذي -يُقدم- لنا”

بمعنى أننا نتقبل الظروف المحيطة بيقين أنه لا يمكننا بالفعل أن نغيرها، بل لا نغيرها، و في الحقيقة جميع رسائل الفيلم تتلخص في أخرها حول هذه العبارة…

  • بدأ “ترومان” في ملاحظة أن عالمه يسير على وتيرة واحدة، و أنه عليه دور واحد و مسار واحد فقط يجب عليه أن يؤديه و يسير عليه، غير مسموح له بمغادرة هذا العالم، هو يحلم بالسفر إلى جزيرة “فيجي” و لكنه خائف من أن يعبر البحر لأن هذا العالم جعله يظن أن لديه “فوبيا” من البحر…

  • هكذا يظل الشخص حبيس معتقداته و مخاوفه و أحكام هذا العالم عليه التي لا تبدو ملائمة له و لكنه يختار أن يخضع لها ظناً منه أن لا بديل و لا مفر.
  • ثم أنه و بحكم إختلاف الطبائع و تركيبة الأشخاص، يبدأ الشعور بعدم الإنتماء و “الإختلاف” عن المجتمع المحيط، إلى أن يقرر “ترومان” بأن يثور و يعبر البحر إلى “فيجي” حيث أحلامه هناك، و في أخر المشاهد حينما يثور البحر عليه لكي لا يغادر بتحكم من الأشخاص المسيطرين على حياة “ترومان” هنا تكمن في الحقيقة الخلاصة الذهبية:

  • أنت يا صاحب “الإختلاف” و ذو العقل “المتفكر” لن تستطيع أن تندمج في عالم يريدك كيف يشاء، أنت يا صاحب “الإرادة” عليك أن تثور حينما تجد نفسك مختلفاً وسط الأشباه و أعلم أن الطريق ليس سهلاً، فبحرك سوف يثور عليك و قد يخيل إليك أنه قد يسلبك حياتك و يطمسك في قاعه المظلم حيث لا مخرج هنالك أبدا، و بقلبك الذي قد إختار طريقه تجتاز الخط الرفيع الذي رسمه لك العالم بين الحياة والموت ثم ترى أن هنالك بابا كان ينتظرك منذ البداية لأن تأتي و تفتحه، أنت فقط لم تكن تراه من مكانك ذاك الذي لم تبرحه ساكناً…!

ألسنا كلنا ترومان؟

نحن نجوم مسلسلنا الواقعي فلتكن إرادتنا سيدة الموقف و ليس غير الله بحاكم…

Related posts

السينما الإيرانية ما بين مطرقة ضعف الإمكانيات وسندان القيود الرقابية

قراءة في ترشيحات أوسكار 2022

مسلسل تشيرنوبل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...