دعاء العاقب
¤ الأخلاق هي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردةً للشر وفقاً للفلسفة الليبرالية وهي ما يتميز به الإنسان عن غيره.
كما أنها تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ التي تحرك الأشخاص والشعوب كالعدل والحرية والمساواة بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب لتكون سنداً قانونياً تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين.
إن هذه القوانين الاخلاقية والإجتماعية التي تنظم حياتنا ليست بعيدة من قوانين الفيزياء فهذه قوانين لا تحكم المادة فقط بل انها مطبقة على الاحداث الإنسانية والاخلاقية .
فواضع هذه القوانين للمادة هو واضع القوانين الاخلاقية التي نزلت بها الاديان السماوية وكما تحكم الفيزياء المادة فإن القوانين الاخلاقية تحكم تصرفات البشر وامالهم وطموحاتهم وتطوراتهم .
¤ فمن هذا المنظور دعونا نرى قانون الجذب بنظرة عامة ونظرة أخلاقية دينية وعلمية .
إن قانون الجذب والدفع قانون عام يسود سائر أجزاء نظام الخلق . فالعلوم المعاصرة ترى ان كل ذرة من ذرات عالم الوجود تقع ضمن دائرة حكم الجاذبية العامة, ولا تخرج عنه ذرة واحدة، فالأجسام– أكبرها وأصغرها – تملك هذه الطاقة الغامضة التي تسمى الجاذبية – أو قوة الجذب – وتقع تحت تأثيرها ايضا.
إن جانبا كبيرا من الصداقة والمحبة, أو من العداء والكره , يعتبر من مظاهر جذب الإنسان ودفعه، وهو قائم على أساس من التماثل والتشابه, أو على أساس من المضاد والتنافر
¤ إن قانون الجذب هو واحد من القوانين الروحانية التي تحكم الكون، فعلينا أن نعترف أن الكون ينقسم إلى جانب مادي وجانب روحي عدم، الاعتراف بهذا الشيء يعبر عن خلل واضطراب لفهمنا للكون .
ويقوم قانون الجذب على فكرة واحدة وهي أن كل ما تفكر به ينجذب إليك، أي أن تفكيرك يشبه المغناطيس إذا أردت أن تجلب من خلاله الأفكار السلبية عن حياتك فسوف تنقلب الدفة ضدك وتجد أن كل الأمور من حولك تسوء.
لكن إن كانت أفكارك ايجابية فستجذب الى حياتك كل ماهو جميل .
فسيدنا علي رضي الله عنه يقول كل متوقعٍ ات فتوقع ما تتمنى ولما قال يعقوب إني أجد ريح يوسف .. ” احسن الظن بربه فاتته رائحة الفرج، رغم بُعد المسافات، فما قانون الجذب الا حسِِن الظن بالله .
¤قال تعالى: “فَمَا ظَنّكُم بِرَبّ العَالمِين”
¤ يقولُ ابن مَسعُود:
“قسماً بالله ما ظنَّ أحدٌ باللهِ ظناً ؛
إلّا أعطَاه ما يظنُّ”!
¤ يأتي من يحرم قوانين الجذب رؤيتة العامة أن قانون الجذب يأتي من ديانات أخرى ، لكن لو اعرنا الإنتباه سنجد أن هذا القانون يشابهه عبادة قلبية عظيمة في حياتنا كمسلمين نغفل عنها كثيرا، ألا وهي حسن الظن بالله وصدق التوكل عليه سبحانه مع الأخذ بالأسباب.
لكن يجب لمن أراد أن يحقق أهدافه أن يؤمن إيماناً كاملا لا يقبل الشك أنه سيحصل عليها ويحققها لا محاله.
¤ إذا اعجبك المقال تابعني على مجلة السودان