يدخل مدير قاعة الاجتماعات محملاً بأوراق وملفات وتعلو وجهه نظرة يفهمها فريقه جيداً، سيكون صباحهم طويلاً!
حالة من الترقب والخوف تعم المكان، وهو يتحدث عن المشروع الجديد ويشرح مراحله والمطلوب منهم.
حتى ينهي حديثه قائلاً:
أعلم أنّكم حديثو التخرج، وليس لديكم الخبرة الكافية لإدارة مثل هذا المشروع الكبير والمهم لشركتنا.
ولكن تلك تظل مشكلتكم وليست مشكلتي، لن أقبل بأي أخطاء لأني شرحت لكم طرق سير العمل.
بنبرة حزم وغضب أنهى السيد المدير حديثه. وأغلق مكتبه، معلناً بذلك إغلاق أبواب
الأمل في وجوه كل فريق العمل.
في نفس التوقيت والظروف كان يجرى اجتماع آخر…
يدخل المدير قاعة الاجتماعات مبكراً…
يجهز بعض الألعاب المسلية ليتعرَّف على فريقه أكثر؛ يبدأ الاجتماع ويعم جو من المرح والتشجيع أرجاء المكان، الجميع يتفاعل معه، ويحفزهم هو على المشاركة،
يشرح لهم طبيعة العمل والمشروع ثم يجلس بينهم يجاوب على اسئلتهم، ثم ينهي حديثه قائلا:
أعلم أنَّكم حديثو التخرج… وهذا يعني ان لديكم طاقة كبيرة للتعلم، هذه مساحتكم الآمنة لتجربوا كل شيء، إنَّ التجارب هي التي تصنع شخصياتنا وتعطينا الخبرة في الحياة، لذلك أنا سعيد لأني سأكون معكم في إدارة هذا المشروع لأتابع تطوركم فيه جميعاً.
أنا مؤمن بكم وأريدكم أنْ تعرفوا أنَّ الخطأ ليس جريمة، طالما أننا نفعله في طريقنا للوصول إلى الصواب، سنكون معاً لنعمل على تخطي كل التحديات التي تواجهنا في العمل .
يختم كلامه وسط تصفيق الفريق الحار وسعادتهم جميعاً أنهم تشرفوا أنهم ضمن هذا الفريق الذي
يرأسه قائد.
ذات يوم قرأت في كتاب جملة استوقفتني
(إن المدراء لديهم مرؤوسون، أما القادة فلديهم اتباع)
فهناك فرق كبير بين أنْ تكون قائداً لمجموعة وبين كونك مجرد مديراً لها، لأن الناس ليسوا أرقاماً وأعمارهم ليست أوراقاً.
كلٌ لديه ما يضيفه إلى هذه الحياة.
التحدي هو من الذي سيزرع بداخلهم الثقة ليكتشفوا ما يمكنهم فعله؟
كيف تدير العقول البشرية بكل خلفياتها وتعقيدها؟
كيف تنتقد الاخر بطريقه تجعله يحسن من نفسه؟
شخصيا أؤمن أن الفرق الحقيقي الذي يتركه الشخص في حياة مجموعة، هو مدى تطورهم معها.
المسميات الوظيفية تتلاشى مع الزمن.
ما يبقى هو الاثر!
وفي النهاية هو قرارك.
أنْ تظل مجرد مدير. أم تعرف كيف أن تكون قائداً؟
2 تعليقات