28 يوماً .. 6 ساعات .. 42 دقيقة .. 12 ثانية.. هذا هو الوقت المتبقي على نهاية العالم .
” …حتى رجال العصابات المتراهنون حول المصارعة و الأطفال و بائعوا الخضر المتجولون سيستمعون بإحترام لقصة تدمير منزل العجوز البائس “.
من قصة غراهام جرين “المدمرون” كما قرأتها مدرسة دوني داركو للغة الإنجليزية ، الآنسة بوميروي ( درو باريمور )
دوني داركو ( جيك جيلينهال) هو مراهق مضطرب نفسي يعاني من مرض عقلي توقف مؤخراً عن تناول دوائه .. يصبح يقوم بأمور غريبة دون إدراكه و أعمال تخريبيه بعد أن أخبره أرنب عملاق يدعى فرانك ( جيمس دوفال) أن العالم سينتهي في غضون 28 يوماً ..
” التدمير هو نوع من التخليق ”
هناك أفلام تشاهدها عندما تريد الاسترخاء و التوقف عن التفكير، وأفلام تحتاج منك أن تشاهدها بكل عقلك و حواسك ، ليس لفهمها ولكن فقط لمحاولة فهمها، يقع دوني داركو في هذه الفئة الثانية إنه يحتوي على واحدة من أغرب القصص التي قد تراها و بصورة معقدة وعميقه و قابلة للتوسع في عقلك . نوع من القصص الذي يتطلب ساعات لفهمها و ربما تذهب للإستعانة بالعديد من النظريات الفيزيائية في الوقت نفسه ، و بعدها قليلاً قليلاً سوف تنجذب إلى رحلة دوني داركو الغريبة الملتوية و تصبح مفتونًا بها تماماً .
دوني داركو هو دراسة نفسية لشخصية مراهق مضطرب يتمتع بذكاء حاد و خيال خصب و ربما يعاني من مرض نفسي، مضطهداً من قبل عالم يحاول فرض وجهات نظره التقليدية عليه ويكافح من أجل الانسجام مع عائلته ومعلميه وزملائه في الفصل . دوني داركو يمثل حياة الشاب المراهق الطائش الذي يسيطر التفكير في الجنس و الموت على حياته، جسدها لنا جيك بصورة مثالية في دور دوني ، يجعلك الفلم تتساءل عما إذا كان المجتمع الذي حوله هو الغريب و الفوضوي أم أن تصرفات دوني نتيجة لعقل مريض أم أنه كان يعاني بالفعل من تلك الأشياء؟ أم أن عقله المضطرب يسمح له بالوصول لقوى خفية ؟ هل للسفر عبر الزمن علاقة بالأمر؟ ما قصة كتاب ” فلسفة السفر بالزمن ” ؟
صور الفيلم خلال 28 يوماً فقط ، عرض فيلم دوني داركو لأول مرة في مهرجان “صندانس” السينمائي في 19 يناير،2001، قبل أن يعرض في عدد من صالات العرض في 26 أكتوبر، 2001، عبر شركة “فلاور فيلمز” لم يحقق نجاحاً كما كان متوقعاً بسبب احتواء إعلان الفيلم على مشاهد سقوط طائرة و الذي كان متزامناً مع أحداث 11 سبتمبر التي لم يكن مر عليها شهر و لم يكن جيك جيلنهال الذي يلعب دور دوني مشهورًا بعد و شخصية المراهق المضطرب الذي تطارده رؤى رجل يرتدي بدلة أرنب لم تكن بطولية أو بها من شيء من التشويق . كانت الأسماء الكبيرة الوحيدة للفيلم – باتريك سويزي ونوح وايل ودرو باريمور .
حصل الفيلم على أول اهتمام إعلامي حقيقي له في عام 2002م ، عندما تم افتتاحه في لندن، كانت بريطانيا في حالة من الانبهار بالثمانينيات ، وكان الفلم يتمتع بالموسيقى والموضة التي كان الناس مهتمين بها .حققت الموسيقى التصويرية للفيلم نجاحاً كبيراً أيضاً بأغنية فرقة الغناء البريطانية ” Tears For Fears”، “Mad world” والتي غناها غاري جولس. إذ وصلت للمرتبة الأولى في تصنيف “الأغاني المفردة في بريطانيا” وبقيت في المرتبة الأولى لثلاثة أسابيع متتالية. في الولايات المتحدة وصلت الأغنية للمرتبة الثلاثون في تصنيف بيلبورد لأغاني الروك الحديثة.
جعل ” دوني داركو” ريتشارد كيلي يحقق العظمة مع ظهوره الأول. فقد أستطاع إبقاء التوتر في أعلى مستوياته من البداية إلى النهاية و أستفاد من التصوير السينمائي و الموسيقى التصويرية في خلق جو يشبه الحلم بصورة كبيرة .
دوني داركو من الأفلام التي لا تُنسى والمثيرة للتفكير التي تجعلك تفكر في أحداثه لفترة طويلة بعد الانتهاء من مشاهدته.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom