لا يسمح لي ضميري بأن أطلق النار على أخي، أو على شخص ذو بشرة داكنة، أو على شعب فقير وجائع وبائس، من أجل أمريكا الكبيرة والعظيمة، ولماذا أطلق النار عليهم؟ لم ينعتوني قط بالزنجي، لم يعدموني تعسفياً قط، لم يطلقوا كلابهم علي، لم يجردوني من جنسيتي.
محمد علي كلاي
____________________
التصنيف: حرب/دراما
من إنتاج نتفليكس
IMDB 6.5
Rotten tomatoes 92%
إخراج : سبايك لي
_____________________
قصة الفيلم:
تدور أحداث القصة عن ٥ جنود أمريكان في فصيلة من فصائل الجيش الأمريكي في حرب فيتنام، نورم، أوتس، بول، إيدي وميلفن، ٥ جنود أمريكان من أصل أفريقي، إلتقوا في ساحات المعركة وشاركوا في حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، غير الوعود الكاذبة من دولتهم بالحرية والعدالة لهم إبتزازاً.
دعونا قليلاً نتكلم عن الحرب وأسبابها بإختصار حتى يتسنى للمشاهد والقارئ فهم الفيلم بصورة أفضل:
فيتنام 🇻🇳 كانت مستعمرة فرنسية ما قبل الحرب العالمية الثانية، وبعد إنتهاء الحرب الثانية ناضلت فيتنام من أجل إستقلالها من العام ١٩٤٦ إلى ١٩٥٤م، طيلة هذة الفترة كانت المقاومة الفيتنامية تحارب المستعمر الفرنسي، في عام ١٩٥٤ عُقدت إتفاقية جنيف مُعلنة نهاية الحرب وتقسيم فيتنام إلى جنوبية وشمالية، شمالية موالية للسوفيت والصين، وجنوبية بدعم أمريكي بذريعة قطع التمدد الشيوعي، ظل التوتر مستمراً بين الجانبين إلى العام ١٩٦١ وتدخل الحكومة الأمريكية بمقاتليها وشنها الحرب ضد فيتنام الشمالية، مع مرور الوقت دخلت أمريكا الحرب بكل ثقلها.
سرحنا قليلاً في التاريخ، لكن ما يهمنا هنا هو الدعم الأمريكي للجنوب الفيتنامي والذي كان جزء من هذا الدعم يأتي على شكل سبائك من الذهب، عوضاً عن المال.
جزء من هذا الذهب يسقط بين يدي المقاتلين الخمسة، ومع إشتداد الحرب ووضعهم في الخطوط الأمامية للمعارك ويصادف ذلك مقتل المناضل مارتن لوثر كنغ في العام ١٩٦٨، فيقرروا أخذ الذهب لأنفسهم لدعم قضية السود، فحسب فهمهم هم أحق بهذا المال، فيدفنوه في الأرض ليعودوا له مستقبلاً في العام ٢٠٢٠، ومن هنا تبدأ المغامرة.
ما يستفاد من الفيلم:
يعطيك لمحة عن سوء الحرب وتأثيرها، عن طريق صور ومقاطع حقيقية من الحرب، يتناول المذابح التي تمت على يد الجيش الأمريكي في ذلك الوقت، مذبحة ماي لاي مثلاً.
أيضاً لمحة لنضال السود في أمريكا ما قبل الحرية والتحرر وإلى أي درجة كانوا هم مُستعبدون ومُستغلون.
مثلاً:
في الحرب الأهلية الأمريكية شارك ١٨٦ الف رجل من أصول أفريقية في الخدمة العسكرية، وعدوهم بالحرية ولم ينالوها.
في الحرب العالمية الثانية شارك ٨٥٠ الف وعدوهم بالحرية
وأيضا لم ينالوها.
وأخيراً خلال الحرب الفيتنامية والتي كانوا يشاركون فيها بكثرة وفي الخطوط الأمامية، بالإضافة إلى ذلك لم ينل السود أياً من الرتب العالية خلال الحرب.
خلال تلك الفترة كان السود يشكلون ١١% من نسبة السكان، إلا أن المفارقة هي أنهم يمثلون ٣٢% من القوات العسكرية المشاركة والفاعلة في الحرب.
الإخراج والتصوير:
كان من الإمكان أن يخرج هذا العمل أفضل مما كان، من ناحية إهتمام بالتصوير والعمل الإخراجي، فالتصوير متوسط نوعاً ما من حيث الفنون وتنوع المشاهد، أيضاً فريق المكياج والمؤثرات البصرية كان متوسط في أداءه، في المشاهد التي يعود فيها الزمن بالشخصيات حينما كانوا شباباً، يذكرنا بفيلم The Irishman والذي عانى من نفس المشكلة، مشكلة رجوع الزمن بالشخصيات.
يعتبر فيلم Da 5 bloods من آخر الأفلام التي شارك فيها الممثل الراحل شادويك بوزمان والذي فارق الحياة العام السابق، حيث يمثل دور المقاتل نورم.
حصيلة الحرب:
-مليونا قتيل
-٣ مليون جريح
-١٢ مليون لاجئ ونازح
هكذا فقط، بكل بساطة عزيزي القارئ، مجرد أرقام.