فيلم Aeronauts – دعوة للتحليق بالمنطاد فوق الغيوم لإكتشاف الغلاف الجوي

لطالما كانت حالة الطقس و توقعه أمر مسلي و مهماً لدرجة بعيدة في الوقت ذاته, و لكن هل تساءلت يوماً عن آلية هذا التوقع؟ كيف يمكن التوقع ببرودة الجو؟ كيف نعرف أن السماء ستمطر في الساعات القادمة؟ بل السؤال الأهم, كيف بدأ هذا الأمر ــ التنبؤ بالطقس ـ من أساسه؟ من هو أول من تنبأ بحالة الطقس؟ ! و الكثير من الأسئلة التي لا يمكن التنبؤ بإجاباتها و لكن في فلم The Aeronauts يمكننا أن نذهب في إحدي هذه الرحلات و تخمين ما يحدث و كيف يحدث .

يذكر أنه في عام 1648م صعد (بليز باسكال) و(فلورين بيرييه) إلى بركان صغير خامل وسط فرنسا يسمى ( بوي دو دوم) إرتفاع قمته 1464 متراً , حملوا معهم عموداً زجاجياً طوله متر مليئاً بالزئبق. بعد ذلك عدّ العمود الزجاجي للزئبق أول مقياس للضغط الجوي , اليوم يمكن حمل البارومتر بيد واحدة، ولكن قد تتساءل لماذا حملوا هذا الجهاز الثقيل كل هذا الإرتفاع ؟ لقد أرادوا معرفة كيف يتغير ضغط الهواء مع الارتفاع في الغلاف الجوي، فكان البارومتر يسمح لهم بقياس هذا.”

في فلم ( The Aeronauts) المقتبس من كتاب ( Falling Upwards: How We Took to the Air ) لــ(ريتشارد هولمز) الذي يحتوي على العديد من الرحلات الجويه التي كان الفلم مزيجاً منها و لكنه يستند علي رحلة المنطاد الأكثر أهميه, رحلة عالم الأرصاد (جيمس جلاتشر) و (كوكسويل) التي قاما بها في 5 سبتمبر عام 1862م ، (كوكسويل) كان طياراً ماهراً في المنطايد شارك (جيمس) في رحلته حلقوا لأعلى إرتفاع لم يصل إليه شخص قبلهما لدراسة الضغط الجوي و درجة الحرارة ، في هذا العمل أستبدلت شخصية (كوكسويل ) بشخصية الطيارة ( إميليا رون) و الذي أضاف للقصة طابعاً من الرومانسية و الدراما.
تدور احداثه في القرن التاسع عشر عندما تحدث (جيمس جلاتشر ) عن تاسيس علم خاص بالطقس ، و عن أنه يمكن التنبؤ بحالة الطقس، تم إستنكار هذا الأمر من قبل الجمعية, نعم كان يعتبر شيئاً مستحيلاً التنبؤ بالطقس أن تعرف متى تهطل الأمطار متى يتساقط الثلج متى يكون الجو صحواً متى يسوء .. جيمس جلاتشر كان له رأي آخر لذلك عزم على أن يبرهن لهم ذلك , كان يعتقد أن الهواء فوقنا يوجد في طبقات و ان الضغط الجوي يتغير خلالها .

و في الخامس من سبتمبر عام 1862م على إرتفاع اكثر من 7000 متر من الأرض حلق أكبر منطاد مصنوع من الحرير يحمل على متنه مفتش الاحوال الجويه أو عالم الأرصاد الجوية كما يحب أن يطلق عليه ( جيمس جلاتشر) و معه الربان الجميله( ايميليا رون ) و التي تحلق للمره الثانيه للمستويات العليا فوق الأرض بعد مقتل زوجها في المره الاخيره ، لكنها قررت التحليق للمرة الثانية بعد إلحاح من (جلاتشر) .


الفلم مادة علميه دسمه ممزوجة بالتشويق و مستوى عالي من الإثاره يرتفع كلما أرتفع المنطاد عالياً ، منطاد تحيط به الغيوم و البرودة, الأرض تصغر شيئاً فشيئاً .. جيمس منكب يفحص أجهزته و يسجل الأرقام بين الحين و الأخر ..الضغط يرتفع و تضيق الأنفاس و تشل الأطراف إيميليا تلهث لإلتقاط أنفاسها يبدأ العقل بفقدان التركيز ..غيبوبة ..هلاويس ..تقرحات الصقيع, يبدو أن غلافنا الجوي قاسي لا يقبل وجود متطفلين حساس و يضم بين طياته الكثير من الأسرار .
في ذلك اليوم حلق جلاتشر و رفيقته حتى طبقة الستراتوسفير حسب مقياس الإرتفاع ــ قبل أن يتعطل ـ كأول بشري يصل لتلك النقطة . كل ذلك من أجل دراسة حالة الطقس و التنبؤ به في مغامرة تحبس الأنفاس.


العديد من تفاصيل الرحلات التي قام بها العلماء و التي ساهمت في تطوير علم الإرصاد الجويه قام هذا العمل بمزجها لنا في رحلة واحدة بصورة مشوقة و مثيرة لأبعد الحدود.

Related posts

السينما الإيرانية ما بين مطرقة ضعف الإمكانيات وسندان القيود الرقابية

قراءة في ترشيحات أوسكار 2022

مسلسل تشيرنوبل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...