“لم يكن في ذهني إخراج عمل من هذا النوع، لأنني ذهبت إلى أمريكا لأدرس الإخراج، وأخرج أفلامًا عادية، إلا أنني اكتشفت بعد زواجي أن أولادي في حاجة لتعلم الدين، شعرت حينها أن هذه المهمة هي اختصاصي” بهذه الكلمات كشف المخرج “مصطفى العقاد” الدافع وراء سعيه لإخراج فيلم “الرسالة” الذي يتناول السيرة النبوية، وقصة انتشار الإسلام.
فيلم “الرسالة” The Message“ هو فيلم سينمائي عرض عام 1976 يحكي قصة السيرة النبوية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالة الإسلام، الفيلم من إنتاج وإخراج المخرج السوري الأمريكي مصطفى العقاد.،تحرص القنوات العربية على بث عدد من الأفلام الدينية احتفالا بالمناسبات والأعياد الدينية، وهى أعمال عرضت من قبل أكثر من مرة ولكن المشاهدين ينتظرونها كل سنة ويرجع هذا لقلة الأعمال الدينية التي أنتجت، العمل الديني الأكثر شهرة ونجاحا من بين الأفلام التي تروي حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
وصور الفيلم بنسختين على التزامن، نسخة عربية ونسخة إنجليزية وترجم الى 12 لغة، حتى يصل الفيلم للعالمين الإسلامي والغربي. ومثّل في النسخة العربية مجموعة من أكبر نجوم السينما العربية والإسلامية آنذاك. تم ترشيح النسخة الإنجليزية من فيلم الرسالة لجائزة أفضل توزيع موسيقي أصلي، عرض فيلم”الرسالة” بنسختين: إحداهما للمنطقة العربية شارك فيها عدد من الممثلين العرب، كان بينهم عبد الله غيث ومنى واصف وأحمد مرعي ومحمد العربي، وأخرى عُرضت فى الدول الأجنبية بمشاركة الفنان الشهير أنطوني كوين، وشكّل تجسيد شخصيات الصحابة على الشاشة، عقبة كبيرة أمام الفيلم، وحال ذلك دون عرضه في عدد من الدول العربية.
العقاد في تحد رئيسي.. تصوير الرسول “محرّم”!
واجه العقاد تحدياً رئيسياً أثناء تصوير الفيلم، فأي تصوير مرئي للرسول يعتبر محرماً في الإسلام. ولذلك فإن الشخصية الرئيسية لم تظهر بالفيلم قط يقول أنتوني كوين “لن تستطيع أن ترى النبي محمد في الفيلم لن تستطيع أن ترى حتى ظله”. حل العبقري العقاد هذه المعضلة بالتلميح لوجود النبي محمد في الفيلم حين تتكلم الشخصيات باتجاه الكاميرا مباشرة، وكانت تلك المشاهد أشبه بمن يرى وحياً روحياً، وكان يقوم مَنْ يحدثه بترديد كلماته، حيث لا يسمع صوت الرسول أيضاً، قدم مصطفى العقاد الإسلام في الفيلم على أنه دين عالمي عظيم متناغم مع التقاليد الروحية الأخرى، فتقول إحدى الشخصيات بالفيلم: ”لقد خاطبنا الله من قبل عبر إبراهيم ونوح وموسى“، وتتابع شخصية أخرى بالقول: ”وعبر عيسى المسيح“. كما يستجوب ملك الحبشة المسيحي أتباع محمد الهاربين من مكة في مشهد من مشاهد الفيلم، ويطلب منهم أن يقنعوه بدينهم وإلا كان مصيرهم الهلاك بالعودة إلى مكة، فيقول أحدهم: ”علمنا محمد أن نعبد إلهاً واحداً وأن نتكلم بصدق وأن نحب جيراننا كما نحب أنفسنا“.
17 مليون دولار تكلفة إنتاج “الرسالة”!
حصل الملحن الأميركي موريس جار على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى فى عام ١٩٧٨ ، التي رسّخت بجانب الديكور والمساحات الواسعة التي عرضها العقاد في مشاهده للمتلقي الغربي استكمال الصورة الذهنية لشبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، لذا صارت بدورها جزءاً من أيقونة الفيلم في السينما العالمية.
في عام 2018 أي بعد 42 عامًا من عرض الفيلم تقرر عرضه في دور السينما بالسعودية، وعدة دول خليجية أخرى، وذلك بعد عمل نسخة مرممة منه بتقنية “4K“.
وجدت قبل عدة أيام على مجموعة من الأفلام القديمة الشهيرة ومن بينها فيلم الرسالة، دفعني الشوق إلى مشاهدته قررت أن أرى ما الذي حدث لي في هذا الزمن الطويل، السينما ذوق وفن وتجربة مشاهدة وثقافة، مهما كبرنا نعيش أجواء العيد ثابتة والفرحة التي فيه تغمر قلوبنا ويأتي العيد كل مرة بالوقت اللي نحن فيه بحاجة لفرحة وبحاجة فيه للتذكير بمعاناة انتشار الإسلام وسماحته وروعته.
4 تعليقات