238
بقلم : فاطمة أمين
مؤخراً أعلنت وزيرة التربية والتعليم بروفسير انتصار صغيرون أن بإمكان الجامعات استئناف الدراسة ” أون لاين” ، كما نعلم أن التعليم التكنولوجي او التعليم “اون لاين” لا يعتمد على وجود اتصال مباشر وجهاً الى وجه بين الطالب والأستاذ أنما يتعامل الطالب مع أستاذه عن طريق مناهج توضع على شبكة الانترنت، ومحاضرات عبر الشبكة العنكبوتية تحقق الأهداف التعليمية دون الحاجة إلى حضور المحاضرات والتواصل المباشر.
السودان من الدول النامية ، والغير متقدمة خاصةً فيما يخص التكنولوجيا ، هذا غير المعيقات الأخرى، فمثلا ً باقات الانترنت مرتفعة جداً وفي زيادة مستمرة قد لا يستطيع بعض الطلاب تفعيلها ، الى جانب محدودية سيرفرات الجامعات ، ولا يغيب عنا إنقطاع التيار الكهربائى المستمر والذي يعتبر العائق الأكبر أمام تطبيق التعليم “اون لاين” في السودان ، وايضاً عدم تغطية شبكة الانترنت لبعض مناطق السودان.
هل سينجح التعليم (اون لاين) وسط كل هذه المُعيقات؟
كما نعلم أن غالبية ليست بقليلة من طلاب الجامعات يسكنوا بالأطراف، وبعضهم لا يمتلك جهاز هاتف ذكي ناهيك عن امتلاكهم “لاب توب” أو جهاز حاسوب ، واغلبهم يعتمد على المكاتب والمراجع الورقية والمحاضرات وتلخيصها ويحققوا نسب ومعدلات عالية جداً ثمرة اجتهادهم المستمر، فمن غير الممكن أن نحول مسار هؤلاء الطلاب إلى التعليم عن طريق الانترنت جاهلين ظروفهم المادية التي لا تمكنهم من شراء أجهزة حاسوب او هواتف ذكية أو حتى تعبئة رصيد كافي يمكنهم من تنزيل المراجع والكتب والبحوث العلمية.
نتحدث عن عائق آخر وهي الكهرباء ، كثير من المناطق الطرفية والقرى لم يتم توصيل الكهرباء لهم حتى هذه اللحظة ، فمثلا يذهب سكان القرى الصغيرة الى قرية اكبر او مدينة قريبة لقريتهم لشحن هواتفهم ليتمكنوا من الاتصال والاستقبال ، وحتى المناطق التي تتوفر فيها الكهرباء بما فيها العاصمة الخرطوم تنقطع فيها الكهرباء لعشر ساعات متتالية ، وظل طلاب الشهادة يذاكرون بفلاشات الهواتف والشموع ؛ فمن غير الممكن والغير منطقي أن تتم عملية التعليم “اون لاين” في السودان دون أن تُظلم فئة وهم الأغلبية.
على الوزارة اولاً ان تحاول قدر الامكان أن تحد من المعيقات التي تحول دون تطبيق التعليم “أون لاين” ثم بعد ذلك تشرع في تطبيقه ، ففكرة التعليم عن بعد جيدة جداً إذا طبقت خاصةً أن العالم يتقدم في مجال التعليم التكنولوجي ولا بد أن يواكب السودان التغييرات التي تحدث في العالم.
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom