مدينة كُوسْتِي والتي تلقب بعروس النيل، هي إحدى مدن ولاية النيل الأبيض الواقعة في جنوب السودان الحالي ، وتعتبر أكبر مدن الولاية، على ارتفاع 390 متر فوق سطح البحر بالضفة الغربية للنيل الأبيض على بعد 360 كيلومتر (224 ميل) من العاصمة الخرطوم، قبالة مدينة رَبَكْ الواقعة على الضفة الشرقية للنيل الأبيض. وتعتبر كوستي إحدى المدن المهمة والإستراتيجية في السودان، فهي حلقة وصل وملتقى طرق حيث تقع في منتصف الطريق من غرب السودان نحو بورتسودان في الشرق والخرطوم وبها أكبر ميناء نهري في السودان، تنساب عبره حركة مرور الأفراد والبضائع بين السودان و دولة جنوب السودان، وهي مركز رئيسي لزراعة قصب السكر وصناعة السكر في أفريقيا، ومركز مهم لتجارة القطن في السودان. وبها محطة سكك حديد تربط غرب السودان بوسطه وشرقه.
كانت المنطقة التي تقوم عليها مدينة كوستي الحالية تعرف باسم قوز جمعة (أو خور جمعة كما تذهب روايات أخرى)، قبل أن يقطنها تاجر أوروبي من أصل يوناني اسمه خواجة (السيد كوستينوس Kostinos) (، وكان يشتري اللبن من البدو العرب المقيمين بالقرب من مسكنه في قرية الكرو – التي أصبحت الآن إحدى أحياء المدينة – وتطور مقام الخواجة كوستينوس ليصبح بلدة سميت باسمه فيما بعد. تأسست كوستي أوائل القرن العشرين، وبدأت تأخذ سمات المدن بعد عامي 1909 و1910 عندما امتد إليها خط السكك الحديدية وتم بناء جسر ليمر فوقه الخط نحو مشروع الجزيرة على الضفة الشرقية للنيل الأبيض، مما جعلها مركزا تجارياً وإدارياً جذب إليها السكان من مختلف البقاع. وبعد أن أنشئ الميناء النهري عام 1938 و أصبحت كوستي ملتقى طرق برية ونهرية. حظيت المدينة بتخطيط معماري منظم، نظراً لموقعها على شاطئ النيل الأبيض، حيث شمل هذا التخطيط مناطقها الحضرية والطرق الداخلية. تميز معمارها الهندسي بالبساطة، وتمثلت معالم كوستي المعمارية في المساجد والزوايا والكنائس، والدور الحكومية و الخدمية، ومن أبرز المعالم المعمارية :
– المسجد العتيق الذي تأسس في عام 1925 م حيث يتميز بطرازه المعماري،وهو مبني من الحجارة.