يمثل السودان جزء عظيم من وادي النيل الذي نشأت على ضفتيه أضخم حضارات الشرق الأدنى و أقدمها. وقد ساهمت بشكل كبير مع غيرها من الحضارات الأخرى في التطور الحضاري و الثقافي، امتدت آثارها على نطاق واسع من العالم فكانت كمرجع؛ من التميز الذي تفوقت به عن غيرها، فكلما كانت الحضارة أصيلة ومؤثرة تنتشر، و تزيد من انتشارها في نطاقات واسعة، و تتطور وتزدهر مما يجعلها تتكيف مع البيئة المحيطة بها عن طريق اتصالها مع الحضارات المحيطه لها. و هذا ما حدث لحضارات وادي النيل، فإذا نظرنا فيها بتمعن نجد بصمة واضحة لحضارات ضخمة تحكي عن تاريخ عريق على مر الزمان؛ يظهر هذا من خلال مخلفاتها المادية التي تم الكشف عنها بواسطة علماء يعملون جاهدين لإبراز أنماط تلك الحضارات لمعرفة الماضي، و للإستفادة منها في الحاضر، و التنبؤ بالمستقبل من هذه المعالم للآثار الشاخصة والتي لها دور كبير في سرد حكايات الشعوب؛ و إبانة الأسرار التي تكمن داخلها.
ففي السودان مباني أثرية عديدة؛ كل منها يروي قصة تأخذنا إلى عالم مليء بالإثارة. يسلط الضوء على أدق تفاصيلها من خلال (تنقيبها، دراستها، تحليلها، تفسيرها) بواسطة العلماء المختصين بهذا المجال.
من هذه الآثار موقع (صادنقا) :
تعالوا نعبر سوياً عبر مياه النيل إلى أقصى شمال السودان (قرية صادنقا) الأثرية التي تقع على بعد 205 كم من وادي حلفا و 35 كلم من مدينه عبري بالولاية الشمالية. يحدها من الشمال قرية أبو راقة، و من الجنوب قرية نلوة، من الشرق قرية صواردة، ومن الغرب جبل قبة الشامخ ثم الصحراء.
تعتبر إحدى أهم المشاريع التابعة للمشروع القطري السوداني تعمل بها البعثه الفرنسية.
كشفت البعثة عن جبانه تعود إلى العهد المروي. ومسله نادرة بها أجمل نقش مروي، تم ترميمها. و أيضاً مجموعة اهرامات تعود لفترة مملكة. كوش كما تحتوي على مقابر تعود لحضارة نبته، و جبانة بها م يقارب ال 400 هرم من الطوب اللبن .
يوجد هناك أبرز السمات الأثرية بالمنطقة معبد (الملكة تي) الذي شيده الملك أمنحتب الثالث تخليداً لذكرى زوجته (الملكة تي)، و تعتبر من أهم المعالم الأثرية لمنطقة صادنقا التي لم يبقى من بناءه سوى عمود واحد فقط وبقية أجزاء المبنى مدمرة بالكامل. و وجدت بمقبرة معبد (الملكه تي) نقوش تصور مأدبة احتفال سد (وهو مهرجان العيد الفضي للملك) و بجانبه أيضاً تصور الملك تهارقا وتحمل اسمه.
تسعى البعثه العامله بالموقع مع المشروع القطري السوداني في ترميم هذا المعبد العريق. وما زالت الدراسات الأثرية جارية حتى الآن بالموقع.
موقع صادنقا يعتبر من أجمل المواقع الأثرية في السودان. يحتاج للكثير من الدراسات والعناية كما يسعى المسؤولين جاهدين للوصول إلي كل الممكن و بعض المستحيل ليضعوا خارطة آثارية دقيقة و واضحة و شاملة، ثم ترميمها و إعادة تشيدها لتكون كما هي الأن وأجمل، و أحد أهم معالم الحصارة الإنسانية التي يجب الحفاظ عليها من قبل الجميع لتكون قبله للسياح والدارسين.
هذه إحدى مئات المواقع التي سنطلع عليها بصورة دقيقة و مبسطه لنعرف من نحن اليوم؟ من كنا بالأمس؟ وماذا سنكون غداً؟؟.
4 تعليقات
ماشاء الله مقال جميل ومعلومات قيمة اتمنى الإهتمام بمجال الآثار والسياحة والحفاظ على هذا الإرث العظيم
ماشاء الله مقال شيق وتعريف ببعض علوم الآثار وحضارتنا … اي جانب من مهد حضارتنا الذي يعتبر قيض من فيض
ونحن نتابع بشغف وانتظار المزيد
دمتم….
شكراً جزيلا لك
بالتوفيق إن شاء الله