الشعب السوداني لديه كم هائل من العادات السمحة المتفردة التي ﻻتوجد عند سواه، إذ يتميز بها وحده وهذه العادات والتقاليد ظلت عنصر وحدة وتلاقي وترابط بين السودانيين.
شهدت بعض العادات في اﻵونة اﻷخيرة تراجعا خاصة في المدن والمناطق الحضارية ولكنها مازالت موجودة في بعض المناطق الريفية ومن أشهر تلك العادات الشوبش والنفير والفزع والجودية .
الشوبش :
هو عادة جميلة مغروسة في نفوس الكل وهي عبارة عن مساهمة مالية تقدم للعريس ليلة زواجه حيث يقوم شخص جهوري الصوت متخصص في ذلك بإذاعة كل مساهمة قدمت للعريس من قبل أهله وأصدقائه فيقول بصوت عالي شوووووووووبش، ويذكر اسم الفرد والمساهمة المقدمة، بعدها تنطلق الزغاريد بواسطة الحضور.
هذه العادة بمثابة تكافل اجتماعي حقيقي يؤكد أصالة الشعب السوداني .
النفير:
عادة تعني مشارك اجتماعي يجتمع فيه كل أفراد الحي أو الفريق أو القرية أو المدينة لمساعدة شخص ما بسبب ظروف معينة مثلا عندما يتهدم منزل أحدهم أو حائطه بفعل السيول واﻷمطار يسارع أهل الفريق لبناء المنزل وﻻيقتصر النفير في البناء فقط فنجده في الزراعة والحصاد وبناء المسجد وعمل حواجز لصد الفيضانات .
والثقافة السودانية لديها أمثال تعزز عمل النفير أو العمل الجماعي مثل (إيد على إيد تجدع بعيد).
الفزع:
؛ هو إسترجاع كل منهوب لصاحبه والفزع منتشر في القري أكثر من المدن ونجد الفزع يحدث دائما عندما تتم سرقة بهائم أحد السكان تضرب النقارة ضربة الغزع وهي ضربة معروفة لدى الجميع وعند سماعها يتسلح الشباب بأسلحتهم ويجتمعون في المكان المخصص ويتعرفون على مواصفات البهائم المسروقة وينطلقون ويعودون ومعاهم المسروقات واللص أيضا .ويتم إستقبالهم باﻷغاني الحماسية والزغاريد .
الجودية:
من العادات السودانية الأصيلة بل هي أفضل العادات التي يتميز بها شعب السودان .وهي عملية الصلح بين المتخاصمين والصلح قد يكون بين قبيلة وأخرى أو بين الوالد وابنه أو بين الزوج وزوجته وهنا يتم الفصل في الخصام وإرضاء المتخاصمين أيا كانت أطرافهم .
ودائما لديهم مكان مخصص يجتمعون فيه ويقدم كل منهم مشكلته ويتم حل المشكلة بعد إرضاء الجميع .والصفات المطلوبة في اﻷجاويد لابد أن يكون سيرتهم حسنة ويتسمون بالحكمة ورجاحة العقل .
هذه العادات هي البصمة التي تركها أهل السودان في مجتمعاتهم وتظل هي الفضيلة التي من حق أي سودأني أن يفتخر بها .