والآن وبعد أن بينا في المقال الأول تحذير الفراعنة النوبيين القدماء من المطامع الأورواسيوية في أرض وادي النيل تاسيتي وكمت والتي تكللت باستيطان متكرر ومتوسع لآلاف السنين من الرومان واليونانيين والبلاطمة والفرس والاشورين والهكسوس وغيرهم ، مما حدى بالنوبيين إلى التراجع إلى الجنوب حفاظا على الهوية وماتبقى من الأرض رغم محاولاتهم المتكررة لاستعادتها من قبل عدة ملوك وطنيين كنعرمر وبعانخي وغيرهم، ويظهر هذا التحذير من الغزو الاوروآسيوي لوادي النيل في نقوش المعابد وخصوصا نقش الأقواس التسعة في الصورة المرفقة رقم (1) .
ثم بينا بعد ذلك في المقال الثاني كيف تم الإستيلاء للمرة الأولى في التاريخ على ماتبقى من بلاد النوبة الممتدة من أسوان إلى سنار جنوب الخرطوم ، وما صاحب ذلك من ظلم ناتج عن طمع المحتلين الجدد في الأرض وسعيهم لتهجير السكان الأصليين منها عبر التضييق الاقتصادي الطاحن والإغراق المتعمد عبر إقامة السدود التي أغرقت الجزء الموجود في مصر من بلاد النوبة كاملا وأجزاء من بلاد النوبة داخل السودان؛ ببيوتها ومزارعها وآثارها وكنوزها، إمعانا في إبعاد أصحاب الحضارة عن أرضهم وتغييبها عنهم تحت الماء، واليوم في هذا المقال سنستعرض جزءا صغيرا من محاولات التزوير المستمرة لتدليس الحضارة النوبية الفرعونية، والمحاولات الغير نزيهة علميا لنسبها إلى غير أهلها.
من هذه المحاولات محاولات تغيير مدلولات نطق الكلمات الفرعونية القديمة المطابقة للنوبية بشكل كبير، فمثلا لدينا الفرعون النوبي توت انخ امون، نجد أن اسمه يتكون في الأساس من كلمات نوبية واضحة لا مواربة فيها وهي “تود(ابن)_ انج(الحياة)_ امن(الماء)” ، علما بأن كلمة انخ تعني الحياة وانج بالنوبية تعني الحياة وما زالت مستخدمة بين النوبيين إلى اليوم، وما زال مفتاح الأنخ (الانج) أو مفتاح الحياة يرسم في بيوت النوبيين منذ القدم وإلى اليوم، لكن كان لا بد لنجاح التزوير من تغيير النطق، وكما نرى بوضوح أنه لو كان قد تم الإستناد إلى اللغة النوبية في كتابة النطق الصحيح لكتابة أسماء الفراعنة القدماء لتحدثت أسماءهم إلينا جميعا بالنوبية، ولكن لم يتم ذلك لأسباب غير نزيهة أهمها التدليس والإدعاء العنصري بأن هذه الحضارة كونتها أعراق أوروآسيوية وفدت إلى وادي النيل ولم تكن من صنيع النوبيين سكان هذه الأرض الافريقية الأصليين.
كما نجد أيضا كلمة “امون” والتي هي بالأساس “امَن” وتعني الماء بالنوبية، موجودة في أسماء وألقاب الكثير من الفراعنة والملوك في مصر الحالية مثل امنحتب، امنتحاتب، والسودان الحالي تانوت امون، نتكاماني، امانيشكيتو، وعلما فقد نشأت عبادة الاله امون نفسه في جبل البركل شمال السودان.
وإمعانا أيضا في التدليس انظر للصورة رقم (2)
وهي صورة مركبة عن طريق الحاسوب تزعم بأن هذا هو شكل ‘توت انخ امون” استناداً إلى مجسم القناع الذهبي له، إلا أننا عند النظر في الصورة رقم (3)
أما الصورة رقم (4)
فهي للملكة الشهيرة نفرتيتي من تمثال تم ترميمه بهذا الشكل الذي تظهر به الصورة على اليسار، لكن عند النظر إلى الجزء الأيمن منها نجد رأس تمثال أصلي للملكة نفرتيتي معروض اليوم بمتحف لندن.
والآن مع الصورة رقم (5)
وهي تمثال حقيقي لأخناتون مع زوجته الجميلة نفرتاري بملامحهم وسحنتهم النوبية الواضحة جدا، إضافة إلى نقش آخر يصور اخناتون.
والآن نترككم مع صور متنوعة لبعض الفراعنة والشخصيات الملكية التي تحدثكم ملامحها عن هويتها النوبية الواضحة، واستمتعوا بجمال التاريخ ..
الصورة رقم (6) للملك مينا (نعرمر) موحد القطرين
الصورة رقم (7)
الصورة رقم (8)
الصورة رقم (9)
الصورة رقم (10)
ولا يتسع المجال في هذه المقالة المتواضعة لعرض الآلاف من الصور للتماثيل والمومياءات الفرعونية النوبية، ولكن هي مثال بسيط يساعدكم في البحث والاستكشاف.
وأدناه روابط لمواقع أجنبية الكترونية تاريخية معتمدة؛ يمكنكم الرجوع إليها في أي وقت فهي تحتوي على جميع هذه الصور مع الشرح المفصل وأكثر ..
1- موقع https://blogs.ucl.ac.uk
2- موقع
https://www.superstock.com
3- موقع https://www.worldhistory.org
4- موقع https://alchetron.com
5- موقع https://www.pinterest.fr/pin
6- موقع https://cpb-eu-w2.wpmucdn.com
7- موقع https://cpb-eu-w2.wpmucdn.com