محمود بني
¤ خلفية
سنوات تمضي وماض لا يذكر ومستقبل مبهم، سنوات ضياع.
دعونا نتعمق أكثر بالأسرة السودانية مما تعيشه من إختناق وضيق ومحاولة الأمل رغم الألم الذي تعيشه، فالنبدأها بالشباب السوداني الذي يحاول جاهدا ومكافحا لكي يحصل على وظيفة لكي يعيش، وهنا تبدأ المسيرة المعروفة لدى كل شاب، أحلاما وطموحات حتى يكاد أن يصل إليها وأحيانا لا يصل ويتركها مع الزمن، فيبدأ بالزواج ويعيش أجمل لحظات حياته، حيث أنه يتفاجأ بتغيير الأوضاع بالسودان وتصبح خانقة حتى يكاد أن يتنفس، فيسعى أكثر وأكثر يعمل نهارا وليلا لكي يوفر المعيشة لأسرته وأبنائه، ومازال طوق النجاة مبهما، فيختنق بالغلاء المعيشي مع قلة راتبه حتى يكاد على الأقل أن يوفر القوت اليومي وإيجار شهره لمنزله، وفجأة تظهر ملامح عام جديد ( 2021 ) وكله آمال بأن هناك إستبشارا بالخير سيأتي وأن الوضع يكاد أن يتغير ، وبمرور إسبوع فقط تتغير الملامح من أمل إلى طوق خانق يلتف حول عنقه وحمل ثقيل على عاتقه، فتأتي زيادات أخرى على الوضع المعيشي من سلع ومن اساسيات الحياة ، فيردد اللهم صبرا حتى يكاد ان لايكملها فتأتيه زيادات على العقارات والإيجارات بشكل مهلك، فتزيد قيمة إيجارات المنازل بقيمة أكثر من 50% حيث أنه إن كان يدفع بالشهر 20 ألف جنيها سودانيا، فاليوم سيدفع 50 ألف جنيها سودانيا، وتلك هي قيمة إيجارات بالمثل، فيخترق قانون العقودات والإيجارات بعدم الزيادة المتفق عليها التي تبرم بالعقد وهي ( 10 % )، حيث أنه إن قام بالدفع سيتمر بالمكوث في منزله وإن رفض فعليه الخروج.
¤ ليلة وضحاها أصبحت ضياع وسنوات تضيع ، فإن خرج فلا يستطيع أن يستأجر ممزلا آخر وإن وجده فسيكون بنفس القيمة التي كان عليه دفعها، وعلما كما ذكرنا أن راتبه يكاد أن يغطي مصاريفه اليومية لأبنائه وأسرته فمن أين سيحصل على المال؟!، وهنا تكمن القضية وتتمحور في سنوات الضياع.
فيبدأ بالتفكير مرارا وتكرارا ولن يجد حل ، فهو يعمل نهارا وليلا جاهدا حتى يأتي بقوت يومه فكيف تصبح لديه أموالا طائله، وحين لم يجد حلا تبدأ قصة أخرى، وهي قصة ضعف الإيمان ،فيبدأ أولا بالغش وتقبل الرشاوي في عمله، ويتطور أكثر ليمد يده ويسرق، حتى يصبح محتالا ومن ثم محترفا في الإحتيال، وهكذا هو سيصبح المنوال نأكل أموال بعضنا بالباطل بسبب غلاء المعيشة وعدم التشرد .
فينتج عن ذلك دولة محاطة ( بالجهل والجشع والسرقة والنهب ) ،ويفقد فيها كل سبل الحياة وتفقد الأمان فيها، وكل ذلك ينتج من عدم الضبط وغياب القوانين والرقابة ، فيصبح المجتمع تدريجيا منتشرا فيه الجهل بسبب عدم التعليم وإيقافه ويتفشى الجهل عامة، وتنتشر السرقات والنهب وكل سبل الإحتيال، ويصبح القوي يأكل الضعيف.
¤ يقول المواطن إلى متى وأين نحن ومتى ستفرج؟ .
إن لم يتم الإنتباه جيدا لهذه المسائل ومحاولة السيطرة عليها ،سيصبح المجتمع السوداني مجتمعا ضحية لبعضهم البعض وتنهار الدولة بكل وسائلها.
¤ إذا أعجبك المقال تابعني على مجلة السودان.