كيف لا ومنذ وصولك لها تصاب بالدهشة المفرطة التي تجعل من تعابير وجهك ضاحكة مستبشرة، حتى يتوه بؤبؤ عينك في زحام الجمال البحري المتنوع ما بين المناظر الخلابة التي تجبرك بأن تسرح فيها، وما بين مريدي هواية رياضة الغطس وهي تعد أفضل بِقعة للغطس في العالم. وتشتهر سنقنيب بالحياة البحرية الغنية والمكان الذي فيه تحبس الأنفاس تحت الماء.
موقع جزيرة سنقنيب :
تقع جزيرة سنقنيب في البحر الأحمر، حيث تمتد من الجهة الشماليّة وحتّى الجنوبيّة، ويصل طولها إلى ست كيلومترات، بينما يبلغ عرضها كيلومترين اثنين، وتقع بالقرب من مدينة بورتسودان في المياه الإقليمية السودانية، ولقد تمَّ إدراج جزيرة سنقنيب، ومحمية دونقناب في شرق السودان، من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ضمن التراث العالمي.
محمية جزيرة سنقنيب تُعدُّ أول جزيرة محمية بحرية قومية منذ عام 1990م، بالإضافة إلى أنها الجزيرة المرجانية الوحيدة في داخل البحر الأحمر، وتتميز بشعابها المرجانيّة، وترتفع شعاب المحمية من أرضية البحر إلى نحو 800 متر،وتتفاوت درجات الحرارة بين سطح الجزيرة وعمقها؛ مما يجعلها من المناطق الممتعة لممارسة رياضة الغطس.
وتمتاز جزيرة سنقنيب بالعديد من المميزات، وهي على النحو الآتي :
يعتبر ساحل الجزيرة من أفضل مواقع الغطس باستخدام جهاز التنفس تحت الماء (سكوبا) في العالم بأسره، حيث تكتمل فيها دائرة الشعب المرجانية ، وجمال الحياة البحرية تحت الماء، وكذلك حطام السفن الشهيرة، ومجموعة من أسراب أسماك القرش التي تتمتع بأفضل حالات الصحة على مستوى العالم.
تُعد من أفضل الأماكن للتصوير على مستوى العالم؛ بسبب نقاء مياهها.
كما تشتهر بالمناظر الرائعة، حيث تعد موطناً لأكثر من 300 نوع من الأسماك المختلفة، ومنها الأسماك النادرة، مثل: الدلافين، والسلاحف البحرية، وأنواع أخرى من اللافقاريات.
تُمثل مكاناً مُدهشاً ورائعاً للشعب المرجانية التي تتواجد في المياه العميقة داخل المنطقة الوسطى للبحر الأحمر،حيت تحتوي على أكثر من 124 نوع من أنواع الشعب المرجانية ذات الألوان الجميلة والمتنوعة.
تُعتبر الجزيرة مكاناً مهماً لعلماء الأحياء البحرية منذ فترة السبعينيات.
وتحتوي على فنار؛ لإرشاد السفن، حيث يتواجد على بُعد 25 كيلومتراً شرقاً من ميناء بورتسودان.
وشيّد هذا الفنار عام 1906 وأصبح أيقونة في المحمية الطبيعية لجزيرة سنقنيب المرجانية. يبلغ ارتفاع الفنار 54 متراً ويبلغ قطر قاعدته 10 أمتار، ويعد فنار سنقنيب أحد أهم الفنارات للملاحة في البحر الأحمر ويمنح أفضل زاوية رؤية للشعب المرجانية الرائعة في سنقنيب.
كما يتواجد في الجزيرة باخرة أمبيريا التي غرقت عام 1937م داخل البحر الأحمر، ويُشار إلى أنَّ الشعب المرجانية بدأت بالبناء حول الباخرة منذ ذلك الوقت.
وتُصنّف جزيرة سنقنيب وفق المقاييس العالمية على أنَّها جزيرة صغيرة، حيث تبلغ مساحة منطقة الشعاب المرجانية المسطحة الضحلة حوالي 2 كيلومتر مربع، ومساحة منطقة الخليج المغلقة حوالي 4.6 كيلومتر مربع.
ورغم صغرها هذا لكن فعلياً يمكن أن تصبح هذه الجزيرة وجهة سياحية عالمية؛ لما تمتلكه من مقومات الجذب السياحي وخصوصاً أولئك الذين يأتون كل عام للغطس فيها ويقدرون بألفي غطاس حتى الآن ويمكن أن تتضاعف بأعداد أكبر إذا سُلِّط عليها الضوء بشكل أكبر.