السلطان عدﻻن الأول

مازالنا عزيزي القارئ نسوح في سنار بلد التاريخ والحضارات وموطن السلاطين. فاليوم تعال معي لنعرف سنار في عهد السلطان عدلان الأول. هو تاسع ملوك السلطنة جاء خلفاً للسلطان عبدالقادر الثاني،حكم سنار في الفترة من 1605حتى 1612.

المعروف عن فترة حكمه أنها وقع فيها أول خلاف بين الفونج والعبدلاب ففي أيامه خرج عليه الشيخ عجيب المانجلك ابن الشيخ عبد الله جماع ،أرسل إليه السلطان عدلان قوة من العسكر إلتقت به بالقرب من كلمكول وهي المنطقة الواقعة بين العيلفون والخرطوم ،قُتل فيها الشيخ عجيب وفر أولاده إلى دنقلا للاحتماء بها.

كان السلطان عدلان قد فتح أبواب مملكته في أيام حكمه أمام رجالات الدين والطرق الصوفية داخل وخارج السودان ،قد كان يستعين بهم في تسيير شؤون بلاده وقد استعان بالشيخ إدريس بن محمد الأرباب في حل ما وقع بينه وبين العبدلاب من خلاف ،فارسله الي أبناء الشيخ عجيب المانجلك في دنقلا يحمل لهم الأمان فعادوا معه إلى الملك فبالغ في اكرامهم حتى ولى أحدهم على مشيخة قري وهو الشيخ عجيل ابن الشيخ عجيب المانجلك.
هذا التصرف يظهر حكمة الشيخ عدلان وارادته على الحفاظ على مملكته لانه ربما كان يدرك حجم الضرر الذى قد يخلفه خلافه للعبدلاب ، أو ربما كان صونا لعهد الملكين الأوائل السلطان عمارة دنقس والشيخ عبد الله جماع. لا نستطيع أن نحدد ما كان يدور في ذهنه ولكن نستطيع القول أنه أخرج البلاد من منعطف خطير كان من الممكن ان يؤدي لانهيار المملكة.

اشتهر بعد الشيخ ادريس بالصلاح والتقوى الشيخ حسن ود حسونة ،جاء والده من الأندلس وسكن في كركوج فولد الشيخ حسن المذكور وسلك طريق القوم( أي أنه كان متصوفاً) حج الى بيت الله الحرام وساح إلى مصر والشام قرابة اثنتا عشرة سنة ثم رجع إلى البلاد واشتهر صلاحه وسكن البادية وأكثر من الخيل والمواشي والعبيد ورغم غناه عرف بالتقشف .
و أيضا قدم في عهد السلطان عدلان الشيخ ابراهيم جابر البولادي في مصر وهو أول من درس مختصر الشيخ خليل المالكي في بلاد الفونج فنفع الله به خلقاً كثيراً.
وكذلك قدم في عهد السلطان عدلان إلى سنار الشيخ محمود العركي من مصر وعلم الناس بعض أركان الشريعة، بُني له رباطاً على النيل الأبيض بين أليس والحسانة و بها مدفنة الآن. وكان قبلة في بلاد سنار أولاد ضيف الله المعرفة مقابرهم في أبي حليمة شرق النيل وتروي كتب التاريخ أن دخول الإسلام إلى سنار كان في عهد هارون الرشيد.