حبيبي…اسمح لي أن أناديك هكذا حتي إن لم يكن بيننا مايسمي حب…اسمح لي ان أناديك باسم لطالما تمنيت مناداتك به وكثيرا ماعضضت عليه بأسناني قبل أن يفارق شفتي…. وابتلعته عنوة… ظل يناهض سيل الريق حتي إخترقه وعاد بقوة أكبر فابتلعته ثانية وثالثة و..عجبا له يزيده الصد تأججا عجبا له يعطيه الحرمان قوة وعجبا لي…. من بين كل من طرق بابي إخترت من كان مارا فقط ولم يلحظ ذلك الباب…أودعت قلبي دون جنية إلي سجونك يالسذاجتي وغبائي صرت جارية يلجم لسانها حضورك ولا تملك الا ان تطأطأ رأسها او تشيح عينيها بعيدا عنك … عيني لا تحتاج ان تنظر اليك لتراك وأنت كنت تحتاج الف عين لتراني … تعرف اسمي وتخصصي فقد جمعتنا جامعة واحدة وشلة واحدة وان إختلف تخصصنا… خمس سنوات بالجامعة لم أسمع عن ارتباطك باحداهن …وجملتك المتهكمة عندما تسأل عن الحب والارتباط” كل شئ جميل في وقته” مازالت ترن في راسي …الان وبعد كل هذه السنين اراك امامي لا أستطيع ان ابعد عيني عنك وانت كالعادة لاتراني…انتهي عهد الجواري سيدي ..فرد علي قلبي … ودعني اخرج الغصة من حلقي واناديك “يامن كنت يوما حبيبي” ودعني اسالك الان هل أتي زمن الحب والارتباط لديك ام….
– الطائرة رقم 3543 المتجهة الي جدة علي الخطوط العربية السعودية…..
وقتي أنا قد اتي …عدلت الثوب علي راسي وبدا ثقيلا من كم الاحجار التي تزيينه واطلقت الغوايش التي تزيين يدي زغروة فرحة بالرحيل …. وبدا الوداع في صالة المودعين بمطار الخرطوم الدولي…لم انت هنا اتراك مغادر أم مودع فقط؟ … إحتضنتني امي التي لم افكر يوما في فراقها حتي بعد الزواج…ولم يخطر ببالي ان أغادر قريتي الصغيرة …الهدي.. ولم يخطر ببالي ان أراك ثانية …جل ماحلمت به….. اه من الاحلام تلك الكاذبة كم امقتها …
-يجب ان نغادر حبيبتي.
توقفت عن النحيب ونظرت الي الرجل الذي تزيين يديه الحناء كاني أراه لاول مرة…امسك بيدي برفق وقادني نحو السلالم كنت انظر الي المتاهات السوداء المرسومة علي يدي لتزينها في شكل حناء … هل كانت الفتاة في الصالون ترسم خط حياتي وقصتي معك ومع السنين بعد تخرجنا … في زاوية ما بالمتاهة رأيتني ورايتك ونحن ننتظر البقية … لحظة وحيدة جمعتني بك..اقترحت انت ان نذهب بعيدا عن الضوضاء وجلبة الطلبة بالكافتيريا … واخترت الشجرة التي يمكن ان نجلس تحتها ..
– أريدك ان تعرفي انني ان فكرت يوما في الزواج لن اجد افضل منك.
قلتها دون ان تنظر الي وانا الجمتني المفاجأة واخذت اسال نفسي من ..من اخبره…من فضحني؟ هل عثر علي مفكرتي الصغيرة ؟.. حتي صديقاتي لا يعرفن مايدور بداخلي هي فقط مفكرتي
– انت لا تشبهين فتيات هذا الزمان وهذا ماابحث عنه ولكن انا وقتي لم يحن بعد.
طرأ سؤال بديهي الي راسي التفت الي حيث تقف ….ياللهول انت تحدق بي …هل عرفتني رغم الثوب والمكياج والحناء و… هل توقف الزمن اين ذهب كل من بالصالة من مودعين ومسافرين ولم يبق غيرك وعينيك المعلقتان الي عيني… ليتني استطيع ان اخبرك…. انت لا تدري كم قاسيت في انتظار ان يحين الوقت لديك وكيف كنت اتابع اخبارك واجتهد ان تصلك اخباري بطريقة لا يستطيع افضل مخرج ان يتخيلها..ولا تدري كيف مرت سبع سنوات مذ تخرجنا علي… آن للغصة ان تخرج من حلقي ولكنها كانت عويل واللحظة كانت مناسبة للبكاء والعويل. حجبتك عني دموعي وعادت اصوات من بالصالة وهمهماتهم للعلو وصوت حذائي ذي الكعب العالي وهو يهبط الدرج، واليد الحنونة التي تقودني، والدعوات الصالحات والنحيب من خلفي…. وعويلي الهستيري الذي جعل زوجي يقربني منه اكثر ويربت علي….اجل احتاج هذا ..هذا الاهتمام وهذا الاحساس وهذا الحب…لا ادري ان كانت احلام مستغانمي صادقة عندنا قالت في احدي رواياتها ” إن الورق مطفأة للذاكرة” وهل صار حبك ذكري؟!! ..لقد أودعت أوراق مفكرتي حبا فتيا كتب عليه أن يظل سجينا …فان تأجج يوما أحرقها بعيدا عني…هناك في دولابي القديم بقرية الهدي بولاية الجزيرة… وإن كنت لا تنوي رد قلبي فسأحيا بدونه صدقني…فأنا بارعة جدا في خلق القصص وتصديقها.
1 تعليق
الله على المشاعر المُشبعة