النشأة والملكية :
آلت ملكية السرايا للسيد عبد الرحمن المهدي بعد أن اشتراها من عزيز كافوري في العام 1916م وأنفق عليها كثيراً من المال، ليُجمّلها لترقى إلى مستوى زوّاره وضيوفه على الرغم من جاهزيتها، إلا أنه أضاف لها طابق آخر ، ويقال إن الإنجليز كانوا يطلقون عليها في ذلك الوقت (تورتة الزفاف wedding cake palace،) نظراً لتفردها وجمال شكلها المعماري.
أهم أحداث السرايا:
احتضنت سرايا الإمام عبد الرحمن العديد من الأحداث التاريخية المهمة، وشهدت أرجائها حراكا ثقافياً وسياسياً واجتماعياً كثيفا طيلة حياة الإمام عبد الرحمن.. وتقع مبانيها في شارع الجمهورية وتمتد مساحتها لحوالي عشرين ألف متر وتفتح بوابتها الرئيسة على شارع الجمهورية فيما يقابل بابها الخلفي شارع البرلمان.
التكوين المعماري:
وتتكون السرايا التي ضجت في سابق الأيام والسنين بالحراك والفعاليات المختلفة، من طابقين فيما تنحصر مباني الطابق الأعلى في بعض الغرف والمكاتب، وكانت تخصص إحداها للإمام عبد الرحمن، لكن السمة الظاهرة التي تضيف للمكان كثيراً من الخصوصية هي ذلك الطراز القديم في المباني الذي انعدم الآن وقل أن تجد مثيله.
وقد صُنعت كل أبوابه بشكل واحد على طريقة الأبواب المقوسة، كما يلاحظ الوجود الكثيف للأشجار والاهتمام بالزراعة في المساحات الأمامية للمبنى و طُلِيت أبواب ونوافذ السرايا باللون الأخضر بينما كان الأبيض هو اللون الذي كساها، لكن طول الأيام والسنين نال منه، حتى مال إلى اللون البني تقريباً. واتسمت السرايا بالطابع العربي الذي تكثر فيه الشرفات التي بنيت على طراز ذلك الزمان.
وزيّنت بعض البنايات بالرخام كدليل على الفخامة وسعياً لإضافة لمسة جمالية للمبنى.
وقد كشفت حفيدته زينب الصادق المهدي المهندسة المعمارية عن اهتمام الإمام بالفنون المعمارية لهذا حرص على امتلاك السرايا وتزيينها بأجمل ما توصل إليه المتخصصون في ذلك الزمن بقولها:
إن سرايا الإمام عبد الرحمن عرفت بسرايا الخرطوم ، وكانت لدى الإمام سرايا أخرى مثل :
–سرايا العباسية التي تشغلها كلية شرق النيل الجامعية،
– سرايا ودنوباوي.