“فيلم ساحر بكل ماتحمله الكلمة من معنى..أول مرة أشوف فيلم سوداني طويل و اعتبر نفسي متحيزة للشعب السوداني والثقافة” هي إحدى التعليقات التي لفتت انتباهي من عدة تعليقات كثيرة بمناسبة عرض فيلم “ستموت في العشرين” في منصة “نتفلكس” العالمية. فقد احتفل الجمهور السوداني آخر الأسبوع الماضي بعرض فيلم “ستموت في العشرين” في منصة “نتفلكس” العالمية ، بل والمفآجأة كانت أنه كان المتصدر في التريند لأكثر مشاهدة لمدة يومين كاملين في المنصة العالمية ، وتم مشاهدته من مختلف أطياف العالم.
الفيلم مستوحى من المجموعة القصصية المعنونة بـ “النوم عند قدمي الجبل” للكاتب السوداني حمور زيادة الحاصل على جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 2014..يعتبر هذا الفيلم الروائى الأول فى تاريخ السودان منذ 20 عامًا، والسابع فى تاريخها، ولاقى اهتمامًا عالميًا، وحصل على منح مالية من عدة جهات مثل مهرجان برلين السينمائى، ومنحة من بيروت، إضافة إلى منحة “سور فاند” النرويجية.
وشارك الفيلم في مهرجانات دولية عدة، أبرزها “فينيسيا”، و“مومباي”، و“أيام قرطاج السينمائية”، و“الأقصر للسينما الأفريقية”، ومهرجان “الجونة السينمائي” في دورته الثالثة، وحصد خلال هذه الجولة العالمية العديد من الجوائز أبرزها جائزة “أسد المستقبل” بمهرجان فينيسيا، ومنحة تطوير بصندوق اتصال مهرجان الأقصر.
ويُعد الفيلم من أبرز وأهم الأفلام العربية التي أُنتجت خلال العام الماضي 2019، وتم تصويره بولاية الجزيرة شمال العاصمة السودانية الخرطوم، وهو يروي قصة شاب سوداني، لم يُكمل عامه العشرين، نشأ في قرية صوفية وجاءته نبوءة تؤكد له أنه سيموت عندما يتم عامه العشرين، ونتيجة لذلك يعيش مزمل حالة من الخوف والترقب وانتظار نهاية رحلته الحياتية في ذكرى يوم مولده العشرين، ولكن يتغير نمط تفكيره بعد التقائه بمصور سينمائي، يسعى لانتشاله من حالته الفكرية وعدم تصديق نبوءته، ويبدأ معه رحلة التنوير.
“ستموت في العشرين” فيلم سوداني وصل الأوسكار قبل عرضه في بلده”
لأول مرة في تاريخ صناعة السينما السودانية، يدخل فيلم سوداني المنافسة على جوائز الأوسكار، ضمن فئة أفضل فيلم روائي طويل دولي .. رغم بدء عرض فيلم “ستموت في العشرين” اعتباراً من اليوم الخميس الماضي على شبكة “نتفليكس” العالمية، وترشيحه لتمثيل السودان في حفل “أوسكار” 2020 ، فإن دور السينما المحلية لا تزال توصد أبوابها أمامه، ما دفع مخرجه أمجد أبو العلاء إلى الدعوة إلى معركة ضد من نصبوا أنفسهم أوصياء على السودانيين وذائقتهم.
وتحدث أبو العلاء عن عدم عرض الفيلم في بلده الأمّ، وقال إنه “أخذ موافقة الرقابة بالعرض كاملاً بتصنيف عمري محدد من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي”، لكن “المسؤولين في (قاعة الصداقة)، وهي قاعة وطنية ما زالت تحت إدارة المكون العسكري، قرروا أن هذا التصريح الرقابي غير كاف، واستغربوه أخلاقياً بنظرتهم الشخصية !!
وأضاف: “يعني قاعة وطنية ملك الشعب ترفض عرض الفيلم للشعب… ببساطة ومن غير تجميل”.. وشرح لجوء صناع الفيلم حينها إلى سينما “مول عفراء” التي تديرها شركة مصرية يملكها ياسر المولد، واستمرار تعثر عرض “ستموت في العشرين”، بسبب “عدم القناعة أن عرض فيلم سوداني سيكون جاذباً تجارياً لهم كقطاع خاص.واستمرت المحاولات من قبل موزعوا الفيلم “سودان فيلم فاكتوري” معهم وبلا جدوى، ثم مناقشة تفاصيل و تنازلات من قبلنا ثم تحجج بجدولة سابقة ننتظرها تخلص ثم جدولة جديدة لافلام تجارية مصرية ثم آخرها نوفمبر الماضي ووعود لعرض أسبوع فقط قبل الاوسكار وهو من الشروط للمشاركة وحدثت موافقة وتحديد تاريخ وكنا على وشك لدرجة اني حجزت تذكرة سفري ثم لا حياة لمن تنادي ..وقد أضاف المخرج أبو العلا في باقي كلامه أنه كادت فرصة الأوسكار أن تضيع لولا تفهمهم للوضع وتعاون السينما نفسها في إصدار ورقة تفيد بأنهم جدولوا الفيلم وتعثر عرضه” !!
ستموت في العشرين بطولة كل من “مصطفى شحاتة، وإسلام مبارك، وبثينة خالد، وطلال عفيفي، وبونا خالد، ومازن أحمد” وتأليف وإخراج أمجد أبو العلا، وهو إنتاج مشترك بين مصر والسودان.
كان إنتاج هذا الفيلم وسط الأحداث التي شهدتها البلاد بين عامي 2018-2019 “مغامرة” بالنسبة لصنّاعه، ومنذ بدء عرض الفيلم الخميس الماضي، عبر منصات تلفزة عديدة، أبدى العشرات آراءهم بالعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أغلبهم مشيداً بالقصة والسيناريو والإخراج، وأيضاً التصوير كما أعرب الكثير من السودانيين الذين شاهدوا الفيلم عن فخرهم بهذا العمل، وسعادتهم لأنه دخل حيّز العالمية من باب العرض الدولي والمنافسة في جوائز الأكاديمية الأميركية للفنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار)، مضافاً ذلك إلى رصيده من الجوائز في مهرجانات عربية وأجنبية.
8 تعليقات