زواج فتاة سودانية .. دون موافقة أهلها

بقلم : سبأ حسين
انتشر مؤخراً في مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو الذي ظهرت فيه دكتورة إحسان موضحة زواجها من الرجل الذي تريد، بعد رفض أسرتها له وأكدت أنها لم تكن مخطوفة كما زعم أهلها، وإنما خرجت من منزلها بإرادتها لكي تتمكن من إتمام مراسم زواجها ولا تلقي بالاً على رفض أسرتها للشاب الذي تقدم لخطبتها من دولة جنوب السودان، وذلك السبب الذي جعل أسرتها ترفضه لأنه من دولة أخرى كما هي لم تقبل برأي أهلها ورأت أن هذا حقها الذي يكفله لها الدين الإسلامي، ولا تهتم للعادات الإجتماعية وإنما تريد أن تعيش حياتها مع الشخص الذي إختارته.
اختلفت الآراء في مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيد ورافض لفكرة أن تتزوج دون موافقة ولي أمرها ويرى  البعض أنها هزمت أبيها، وأن الذي قامت به سيلاحقها في أبنائها ولن تتمكن من أن تعيش حياة سعيدة، وليس عليها أن تضمن من تخلت له عن أسرتها فقد تجد منه ما لاتعرفه أو تتوقعه.
والبعض الآخر مؤيد لفكرة أن على الفتاة أن تتخذ قرار زواجها بنفسها، ويرون أن ما فعلته هو عين الصواب وأن على الأسر تحترم رغبة الفتاة وما تريده.
نعم إن للفتاة الحق في اختيار من تشاركه حياتها ولكن عندما يكون برضى أهلها ومشاركتهم، يكون الزواج مرضي أكثر وتتبعه مباركات الأهل متمنين لهما حياة زوجية سعيدة، إلا أن إحسان وجدت نفسها عليها أن تواجه أهلها وتفعل ما تريده موضحة بذلك انها لم ترتكب خطأ وإنما تزوجت زواجا صحيحا على سنة الله ورسوله على مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان و تظهر في الفيديو قسيمة الزواج الصحيحة.
العنصرية هي السبب الأول في رفض زوج إحسان من قبل الأسرة التي تعتبر أنها مسؤولة عن قرارات الأبناء وتوجيههم، فهم يتدخلون كثيرا في قرارات أبنائهم سواء كان في مجالات الدراسة أو مجالات العمل ينوبون عنهم في اتخاذ القرارات خصوصا مسألة الزواج، رأي الفتاة مهم جدا وعلى الأسر مراعاة أخذ قراراتهم بعين الإعتبار حتى لا تظهر لنا ظواهر سلبية في المجتمع أو قد لا يقبلها المجتمع، فقد ترى الأسر شيئا لا يراه الأبناء وإن قراراتهم غير صحيحة ومن هنا تبدأ المعاناة في إقناعهم فنجد بعض الأسر متفهمة وتعطي أبناءها حرية الإختيار في كل مجالات حياتهم وحتى الزواج ، وبعض الأسر نجدها متعصبة تعصيبا لا نقاش فيه.
¤ يبدو أن هذه الظاهرة ليست الأولى في السودان فهناك ظواهر أخرى مشابهة لها حدثت ولكن هذه الفتاة قررت أن تشارك قصتها مع الناس و تنشرها لكي تقف مع حقوق المرأة ومساندتها في اتخاذ قراراتها.
¤ ختاماً تختلف ردات الفعل حول هذه الظاهرة التي يراها البعض لا تشبه مجتمعنا والبعض يؤديها من وجهة نظره ،وكل له أسبابه التي تختلف من شخص إلى آخر ، دكتورة إحسان تزوجت زواجا صحيحا دينيا وقد يكون غير مقبول مجتمعيا ولكنه الأمر في بدايته قد تتصالح مع أسرتها مع مرور الوقت ويكون قرارها صحيحا ولا تندم عليه.

Related posts

فريق السودان ينافس في النسخة الثالثة من مسابقة First Global Challenge

Eye Tribe أوكيولوس

ثقافة الاعتذار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...