دور المرأة في تاريخ السودان

ﺣﻔﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺼﻔﺤﺎﺕ ﻧﺎﺻﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﺲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﺘﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ، ﻭﺗذﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺴﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﻢ . ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ‏( ﺣﺴﻦ ﻭﺩ ﻛﺸﻜﺶ ‏) ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ‏( ﺍﻟﺤﻀﺮﻱ ‏) ﻟﻴﻌﻠﻤﻪ، ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺯﻳﻨﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ ، ﻭﻫﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﺤﺠﻮﻝ ، ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﺑﻨﻬﺎ . ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺬﻛﺮ ﺻﺎﺣﺐ كتاب ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ : ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺔ ﺭﺟﻞ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻭ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﻪ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﺫﻟﻚ ﺑﺮﻏﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺪ. ﻭ ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﻬﻄﺎﻭﻱ : ﺃﻧﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻮﻧﺔ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺗﺆﺳﺲ ﻣﻜﺘﺒﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻠﻐﻠﻤﺎﻥ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﻣﻦ ﻛﻴﺴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﻴﻦ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ .

ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ :

ﻛﻤﺎ ﻣﺎﺭﺳﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﺕ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ , ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎً ﺩﻳﻨﻴﺎً … ﻓﻜﺎﻧﺖ ‏( ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺟﺎﺑﺮ ‏) ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ‏( ﺗﺮﻧﺞ ‏) ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﻛﺮﻳﻤﺔ ‏) … ﻭﻛﺎﻧﺖ ‏( ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺑﻨﺖ ﻗﺪﺍﻝ ‏) إﻣﺮﺃﺓ ﻭﺭﻋﺔ ﻭﻣﺘﻔﻘﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻟﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺧﻠﻮﺓ ﺑﺠﺒﻞ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ … ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ ‏( ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ‏).

ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺭﻗﻲ ﻭ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ، ﻓﺘﻄﻮﺭﻫﺎ ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻜﺘﻨﻒ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻌﺎﺏ ﻭﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺜﻦ ﻋﺰﻣﻬﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﻤﻮﺣﻬﺎ ﻭ ﺗﻄﻠﻌﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮ , ﺣﺘﻰ ﺗﺪﺭﻙ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؛ ﻭ ﺑﺬﺍ ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺠﻨﺎﺡ ﻭﺍﺣﺪ.

رئيس القضاء السوداني
القاضية نعمات عبد الله محمد خير

ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺳﻮﺳﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ :

ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻲ ﻣﻬﻤﺔ ، ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﺒﻘﺖ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﻐﻠﺖ ﻣﻨﺼﺐ القاضي، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﻋﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﻦ ﻧﻈﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ .

ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ 1907 ﻡ ، ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﺑﺪﺭﻱ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜﻞ ﺣﺎﻓﺰﺍً ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺮﺳﺖ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ .
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻧﻀﺎﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﺎﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻼﺣﻆ ﻣﺪﻯ ﻣﺎ ﺃﻧﺠﺰﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ :
/1 ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1949 ﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ .
/2 ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1950 ﻡ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺎﺕ .
3 ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1952 ﻡ ﺃﻧﺸﺊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
/ 1955 ﻡ ﻧﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ .
/ 1955 ﻡ ﻣﺜﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ .
/6 1957 ﻡ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ .
/7 1964 ﻡ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ .
/8 1970ﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺗﺘﺮﺍ ﻭﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻞ ﻭﺷﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﺎﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺰﻯ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ , ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻝ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻗﺎﺩﻣﺎﺕ ﻭﺑﻘﻮﺓ ﺇﺫ أﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﺻﺒﺤﻦ ﻳﺸﻜﻠﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎً ﺧﻄﻴﺮﺍً ﻟﻠﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻓﺄﻋداﺩﻫﻦ ﺍﻵﻥ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻝ %38 ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺑﻠﻐﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ %60 ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ . ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻓﺴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺣﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻛﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻠﻤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻣﺜﻼً , ﻭﻟﻌﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ :
/1 ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎﺕ .
/2 ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻭﻗﻠﺔ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺑﺴﺒﺐ :
ﺃ / ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ .
ﺏ / ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ .
ﺝ / ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ .
/3 ﺗﺄﺧﺮ ﺳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ .
ﺇﺫﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﻕ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ : ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻃﺒﻴﺔ ، ﻭﻇﺎﺋﻒ ، ﻋﻤﺎﻟﺔ ﻳﺪﻭﻳﺔ … ، ﻫﺬﺍ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺣﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻭﺣﺪﻫﻦ ﻭﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ . ﻓﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ … ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺗﺄﺧﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ .

Related posts

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

متحف محمد نور هداب

الديمقراطية للديمقراطيين

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...