خلف الأضواء

في عالمنا الصغير قصص وحكاوي تحدث في واقعنا المعيش تحت مظلة اللامبالاة، فنستمع لها أحياناً من ألسن مُقربة إلينا أو قد نرى تفاصيلها أمام أعيننا، فنُصاب بذهول مرتشف لحياة مبعثرة يفعلها البعض منا ليسير في قارب مشعث بالأمل والرفاهية المزيفة التي تجلب المشاكل والسمعة.
من تلك الأمزجة التي شغلت فكر الكثيرون منا وأدت لمتاهة البعض دون اكتراث وخوف، قصة تلك الفتيات اللاتي يقفن في الشارع العام ويوقفون عربات فارهة تستقلها الواحدة وتصل إلى حيث تريد في أقصى سرعة ممكنة، وبأي حنك كما يقال! لكي تستمتع بوقتها الإضافي.
لا أبرهن أن تلك حقيقة لبعض فئات الإناث الجريئات في طريقنا الواسع، عفوا سأعاود ما انقطع من حديث… تبدأ بعد ذلك مسيرة التعارف بين الجنسين وتأخذ الفتاة راحتها في سرد ما يحلو لها بكل كبرياء وثقه، كأن العلاقه لها أزمان أخرى ويبدأ تبادل الأرقام المزيفة على قالب اسم آخر لكي لا تقع  في مشاكل مع اقربائها فالأمر أضحى معتادا ولكن ؟؟؟؟
ما الذي يخفيه ذلك التعامل الخفي بين الرجل والمرأة ؟ وماهي نظرة المجتمع لتلك الفئة الجريئة من صنف حواء ؟؟ هل هو تحضر أم تقليد للغرب أم ماذا ؟؟ وما مدى منظور الشاب لتلك الأنثى الشفافة التي تستقل تلك العربات تصل لمرادها! لست متجهمة أو مستبقة للأحداث ولم أقصد كل حواء بصفة مطلقة ولكن من الاحرى أن نقف لتلك القضية التي تحمل الكثير من الشكوك لفتاة تعيش في مجتمع شرقي كهذا، الظروف الاقتصادية تركت الكثيرون منا يفعلون ما بدا لهم للوصول لراحة تغنيهم عن الضغوط أو الفراغ الملم بهم.
أصبحت حرية الشاب واسعة الأفق نحو مبدأ كل شيء أصبح متاح ولا صعوبة في أي امر يريدونه، فبعض الفتيات جريئات حد التفرد، واثقات من انفسهن لأقصى بعد يمكن .. ولكن هل فكرت إحداهن يوما ما مصيرها بعد ذلك التعامل والوصول لرغباتها الحالية!.
من المؤسف حقاً أن أتهجم عليهم بتلك الصورة المُكبرة، لكن تلك حقائق للبعض في واقع الألفية الثالثة فلن أبوح بما يدور في عقلي ولكن هناك الكثير من الأقصوصات التي ملئت مخيلتي، سأذكر إحداها على سبيل المثال.
 فتاة توقف عربة ويركبها الشاب معه ويطلب منها مكان ذهابها الى اين فترد إليه أنها ذاهبة الى حيث يريد هو؟؟؟ ما رأيكم ؟ هذا قليل من كثير … عفواً نحن من سمحنا لأنفسنا أن نصير من تلك العوالم بسبب الفضائيات والتبعات الغربية، والحياء هو من يجلب للبنت احترامها لنفسها وللآخرين، والبعد عن الوازع الديني هو من أهم الأسباب التي جعلت الخجل يذهب أدراج الرياح لدى بعض الفتيات والشر يعم دائماً.
كلمة أخيرة كدا
الحرية والعيش بمستوى طبقي رخيص لا يقدم للأنثى سوى السمعة السيئة والشبهة والقيل والقال، والخوف من الله سبحانه وتعالى هو من يجلب السعادة الحقيقية، والنظرة للوالدين الذين وسهرهم الدائم لراحتنا هو الذي يحقق  الاحترام والحب والدعوات الصالحات لانهم لا يستحقون أن نضعهم في مكانة رخيصة بفعل بناتهم وفلذات أكبادهم…عفواً لم أقصد جميع الفتيات ومازالت الدنيا بخير … ودعتكم الله.

Related posts

السودان ما بعد الإتفاق الإطاري

حوار الطرشان

الصحافة مسؤولية .. وليست جريمة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...