بقلم : فاطمة أمين
تابعنا جميعاً في الأيام السابقة الخلاف بين أعضاء تجمع المهنيين والحديث عن انشقاقه ففي حلقة تم بثها في أحد الفضائيات السودانية مع د. عمار الباقر عضو تجمع المهنيين حول خلاف التجمع وحقيقة انقسامه، نفى ذلك الانشقاق وتحدث عن اختلاف في الرؤى والرأي رغم أن الإجابات كانت غير مقنعة وغير منطقية لأي شخص شاهد الحلقة إلا أن حديثه عن عدم انشقاق أي فئة من التجمع أدخلت السرور الى داخلي قليلاً فالتجمع الذي قاد الحراك الثوري وقاد الشارع ونظم المليونيات من خلال بياناته، لا يسر أحد من الشعب السوداني أن يراه منشق أو نرى فئة استغلت بذاتها تحت مسمى “تجمع المهنيين 2” مثلا ، هذا بدوره قد يؤدي إلى انقسام الثوار أيضاً.
اعتدنا دائماً أن نرى بيانات التجمع ودعوتها للمليونيات من خلال صفحة الفيس بوك، هذه الصفحة التي عرفتنا على التجمع من خلال بياناتها وتبنيها للثورة ومطالبها منذ بدايتها ولكن أن تعلن الصفحة أنها ليست لديها سيطرة على ما يكتب أو تمت سرقتها يدخل الشكوك في نفوس الكثير من المتابعين ويقلل من المصداقية، و يؤكد لنا أن التجمع فعلاً به انشقاق وليس اختلاف في الرؤى كما اسلف د. عمار الباقر.
يرعبنا أن البعض من جماهير التجمع بدأت تتملص منه وأصبح البعض يردد أن التجمع لا يمثله لوجود أحزاب سياسية بداخله وهذا ما نفاه د. عمار الباقر، وأيضاً لعدم القصاص للشهداء وعدم التحقيق في قضية فض الاعتصام، المثير للاستغراب أن د. عمار برر ذلك بأن التجمع ليس بيده شيء فيما يخص قضية فض الاعتصام إذا من الذي لديه يد؟ فالآلاف الذين يتبعونكم قضاياهم واضحة أهمها التحقيق في فض الاعتصام.
يؤسفنا الحديث عن انشقاق أو انقسام داخل تجمع المهنيين الذي يعد أكبر تجمع نقابي تصدر مظاهرات سبتمبر التي أسقطت النظام السابق، وعلى الرغم من أن د. ناجي الأصم خرج في مؤتمر صحفي وتحدث عن التكتلات الحزبية داخل التجمع، إلا أن د. عمار نفى وجود أي تكتل داخل التجمع وهذا يعني أن أعضاء التجمع منقسمين ومختلفين ولكن ما يدور في أذهاننا الآن من الصحيح المجموعة التي اختلفت أم الأخرى؟.
نأمل أن لا يؤدي هذا الخلاف إلى انقسام التجمع وتجزئته لأن الثوار اعتادوا على خطابات وبيانات التجمع ككتلة واحدة من نقابات ولجان، وإذا كان التجمع الذي تبنى الحراك الثوري منذ بدايته قد قلت قوته ومصداقيته لدى البعض، فما زال يتمتع بشعبية كبيرة جداً مثل تلك التي خرجت في 30 يونيو، فعلى أعضاء التجمع لجان كانوا أم نقابات أن يعيدوا النظر في الخلافات التي بينهم وتتم وحدة التجمع من جديد ولا بد أن يتركوا الخلافات الهامشية ويلتفتوا إلى المطالب الجوهرية للشعب السوداني الذي قدم أرواحه وأبناءه من أجل السلام والحرية والعدالة.