ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭالعبرات تسيل ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻪ كحممٍ خرجت للتو من فوهة بركان غاضب:
(ﻟﻢ ﺗﺨﻨِّﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺒﻠﻴﻦ، اﻋﺘﺎﺩﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮﻫﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﺴﻌﺪﻫﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺳﻌﻴﺪﺓ.)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺣﺎﺭﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ، ﻓﻘﺪ ﺃﺭﻫﻘﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﻔﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻪ، من المُحْزِن ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻧﻌﺘﻚ ﺑﺰﻭﺝ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻗﺎﻕ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﻗﺪﻣﻴﻚ.
ﻣﺆﻟﻢ ﺟﺪًﺍ ﺃﻥ ﻳُﻜﻨَّﻰ ﺟﺎﺭﻙ ﺑﺄبي ﻓﻼﻥ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻛﻨﻴﺘﻚ ﺯﻭﺝ المُخادِعَة، ﺇﻧﻬﺎ ﻭﺻﻤﺔ ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻦ ﺭﺟﻮﻟﺘﻚ.
ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﺘﻘﺎﻓﺰ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺗﻨﻬﺶ ﻋﻘﻠﻪ ﺭﻭﻳﺪًﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ، ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻟﻌﻴﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﻮﻛﺘﻪ ﻭﻳﺮﺗّﺐ ﻟﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭًﺍ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺒﻠﺔ ﺃﺫﻧﻪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻣﻼﻙ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺄﻥ ﺳﺎﻣﺤﻬﺎ ﻭﺍﻏﻔﺮ.
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻴﺪ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﺭﺗّﺐ ﺣﻔﻠًﺎ ﺃﻧﻴﻘًﺎ ﻓﻲ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﺼﺤﻮﺑًﺎ ﺑﻌﺸﺎﺀٍ ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻲٍ ﻓﺎﺧﺮ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ (ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﻭﻓﻘﺮﺓ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺳﺨﻴﻔﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ النفاق)
اﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺭﺣﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ﻭﺗﺮﻛﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﻭﺳﻜﻴﻨًﺎ ﺣﺎﺩﺓ، ﻧﺤﺮ ﻋﻨﻖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﺗﻨﻐﺮﺱ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻪ، ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺑﺤﻖٍ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺎﻧﺘﻪ، الأمر مؤلم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺮﺑﻴﻦ. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻏﺎﺭﻗًﺎ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺀ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺭﻥّ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻣﻌﻠﻨًﺎ ﻋﻦ ﻭﺻﻮﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻧﺼﻴﺔ: “ﻣﺮﺣﺒﺎ، ﺃﻧﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ، ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺰﻭﺟﺘﻚ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﻭﺗﻮﺃﻣﻬﺎ، ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻦ، ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﺣﺒّﺘﻚ ﻭﻗﺪﺳﺘﻚ، ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﺣﺒﺒﺘﻚ ﺣﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻟﺔ فتركتني ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ ﺷﻘﻴﻘﺘﻲ، ﻟﺬﻟﻚ ﺩﺑﺮﺕ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ، ﺃﺧﺬﺕ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﺧﻨﺘﻚ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻠﻘﻴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ، ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ، اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺮﺣﻠﺘﻚ ﻭﺑﻠّﻎ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺗﺤﻴﺎﺗﻲ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒًﺎ.”
مجنونتك صوفيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﺑﻨﺼﻞ ﻋﺎﺷﻘﻬﺎ، ﻭﺃُﻋْﺪِﻡ ﻫﻮ ﺑﺮﺻﺎﺹ اﺭﺗﻴﺎﺑﻪ، ﻭﻋﺎﺷﺖ الغدّارة صوفيا ﻭﻫﻲ ﺗُﺮﺍﻗﺺ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺷﻴﻄﺎﻧﻬﺎ ﻭﺗﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻡ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻧﺨﺒًﺎ ﻹﻧﺘﻘﺎﻣﻬﺎ.
#الدرويش