حفل تنكري

 

الساعة السابعة ظهرًا
لا تستغرب من توقيت كهذا، فحتى الوقت كان حاضرًا في الحفلِ التنكُّرِي وارتدى قناع الصباح؛ كي يقنع الحضور بأنه فجر الخلاص، إلا أنه في الحقيقة نهار ساخن.

الحفل كان أنيقًا، جذابًا وفخمًا، إلا أنه مليء بالنفاق، الكل يخفي ملامحه تحت القناع، اليوم ستدفن الحقيقة أو سوف يُرْمى بها في الجب.

وقف منظمو الحفل الثلاثة وسط الحشود، أولهم هو السيد/ (ح)، والذي كان يرتدي جسد شخص أنيق ومثقف وقد كان محبوبًا من الكل، منذ أن وطأت قدماه الساحة والأغلبية يصفقون له ويهتفون باسمه؛ مقدمين له كل عبارات الشكر والامتنان، وكلما تفوه بحرف، صاح الجميع: شكرًا سيد/ حاء.

أما ثانيهم السيد/ (ب)، فقد ارتدى زي رجل الأمن في دلالة إلى أنه سوف يقوم بحماية أرض الحفل من كل شر يتربص به. حسنًا، لا تخدعنكم ملابسه، فالشر في داخله عظيم.

الثالث هو السيد/ (م) والذي بدوره ارتدى قناع رجل طيب تهمّه مصلحة كل من بالحفل، وقد أخبرهم بأن الجميع هنا سواسية، وأنه يعمل من أجل الحفاظ على أرواح المحتفلين، إلا أنه في الحقيقة سفاح يقود حشدًا من السفاحين.

الحفل أيضًا كان مليئًا بالحمقى، خِرَاف ترتدي أقنعة آدميين، حمارٌ خُيّل له أنه جوادٌ أصيل، وشرزمة من المرتزقة؛ توشحوا برداء الوطنية واقتحموا الساحة معلنين عن أنفسهم ومطالبين بحقهم في كعكة الاحتفال.

الديكتاتورية أتت مرتدية قناع الديمقراطية، والحرية ارتدت جسد عاهرة. أما عن أرض الحفل فقد توشح بالسواد من الداخل، والخارج لُفّ بكفنٍ أبيض.
بدأ الحفل أنيقًا، وانتهى بطريقة سخيفة ومقرفة، الجميع لم يتوقع هذه النهاية، وعنوان الجواب خالف التوقعات.

#الدرويش
#محمد_الطاهر

Related posts

مشتاقين

ناظم الحرف

وتمضي الأيام

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...