340
برزت الى السطح مرة أخرى أزمة التيار الكهربائي، رغم دخول فصل الشتاء الذي كنا نشهد فيه أعلى درجات استقرار التيار الكهربائي.
رغم الوعود ببرمجة (القطوعات) إلا أن الوعود بالقطوعات أصبحت هي ذاتها تحتاج إلى صبر.
المواطن المغلوب على أمره رضي بالقطوعات المبرمجة، ولكن القطوعات لم ترضى به، فأصبح انقطاع التيار سمة في كل بيت وكل حي، حتى تلك الأحياء التي يتجاوز فيها سعر المتر 3000 دولار لم تعد ملاذا آمنا للأثرياء من قطوعات الكهرباء، تقيهم حر الصيف ولا زمهرير الشتاء.
أعداد الاصابات بفيروس كورونا المستجد في تزايد مستمر، هذا التزايد يفسره التراخي والاهمال الشديدين في الالتزام بالإجراءات الوقائية.
في ظل انعدام تام للخدمات الصحية وحتى الرعاية الأولية بالبلاد، فيموت الناس بالفيروس، وبغير الفيروس.
الاعداد التي تنشرها وزارة الصحة لاشك أنها اعداد فقط ما تم حصره أو على الأقل الذين وصلوا الى المستشفيات.
أكثر المصابين تتلقفهم اسرة الموت في بيوتهم بكل اسف، اما لعدم ثقتهم في قطاعنا الصحي أو لضيق ذات اليد، ليبقى الأمل في الالتزام بالإجراءات الوقائية فقط في الحفاظ على حياتنا.
الى حين أن يفتح الله على وزارة الصحة فتحا تنقذ به البلاد والعباد مما حل بها من كارثة صحية، لا اذكر انها موجودة حتى في دول أفقر منا و أصغر منا عمراً وموارد بشرية.
واتس اب … أعلن أنه سيكف عن حماية خصوصية منسوبيه، وتصبح كافة المعلومات والمحادثات الخاصة بمشتركي خدمة واتس آب للتواصل الاجتماعي متاحة للجميع، دون حفاظ على خصوصية ظلت هي مكان تقدير واحترام وسبب انتماء للواتساب.
في الأول من فبراير وفقا لما أعلنته الشركة المملوكة للفيس بوك، ستصبح معلومات المشتركين في (الصقيعة) ومحادثاتهم تمر عبر الاجهزة كافة الامنية وغير الامنية للدول ومتاحة لشركات التسويق.
هذا القرار الذي لم تفسر فيسبوك اسبابه جعل ما يربو عن 70 مليون شخص ينتقلون الى منصات اخرى بديلة اعتبروها أكثر احتراما لخصوصيتهم.
القرار رفع أسهم منصات لم تكن ذات صيت، كمنصة سيجنال التي برزت الى السطح متصدرة قائمة المنتقلين من واتساب إليها، وتلتها منصة تلغرام التي كانت فقط ملاذا للملفات كبيرة الحجم.
عموما المراقبون يرون أن قرار شركة فيسبوك برفع الخصوصية عن الواتس اب لا رجعة فيه، بينما يتسرب عدد كبير من منسوبي واتس اب الى منصات أخرى، فما هي الحلول التي ستلجأ إليها واتس اب التي من الواضح أن قرار رفع الخصوصية ليس بملكها !!
الحرب الكلامية بين أديس والخرطوم على مايبدو انها تحولت الى تصريحات رسمية أكثر ضراوة وأشد لفظا، لتصل الى مرحلة التراشق لدرجة جعلت السفير الاثيوبي في الخرطوم يعقد مؤتمراً في الخرطوم يطالب فيه الجيش السوداني بالعودة الى مواقعه السابقة أي إلى ما قبل تحرير الفشقة.
الفشقة التي قال عنها ابي أحمد أن من احتلوها واقتتلوا فيها مع الجيش السوداني ما هي إلا مجموعات متفلتة وجماعات مسلحة تقاتل القوات الإثيوبية نفسها.
معتبرة أن تلك المجموعات خارجة عن القانون ولا تمثل اثيوبيا !!
هذه الفرية الاثيوبية لم تصمد طويلا، فبعد نحو أسبوعين برزت تصاريح (الواعظين) الثعالب وبكل جرأة، وفي سبات نوم خارجيتنا، خرج معالي السفير الإثيوبي بكل ما يمتلك من ثقة وجرأة تصل الى الوقاحة، طالباً من جيشنا الذي يجلس هو على أرضه، أن يغادر مدينة احتلتها إثيوبيا وعصاباتها أمدا طويلا.
عموماً هذا الملف ينبغي أن يدار بحكمة وحنكة، دون ترك الأمور تصل الى مراحل نشوب حرب التي نشهد نذرها، لأن الخاسر الأكبر من هذه الحرب سيكون السودان.
ادارة هذا الملف تحتاج الى حنكة دبلوماسية، دون السماح للمغرضين بتمرير أجندتهم والوصول الى غاياتهم.
أثيوبيا مما لاشك فيه أكثر جاهزية وعدة وعتادا، وقوة دبلوماسية وسياسية واقتصادية.
الحماس الزائد احيانا لا يأت بخير، ولا يرجى منه إلا سعادة ونشوة وقتية، بعدها تدور الدوائر.
حفظ الله البلاد والعباد.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom