ﺏ – ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ (1934-1919 ﻡ )
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺣﻬﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻀﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻞ (ﺑﺎﻟﻜﻔﺮﺓ) ﺃﻱ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻬﺪﻳﺔ، ﻭ ﺃﺻﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﻫﺪﺗﻬﻢ، ﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺗﺤﻮﻻً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﻋﺎﻡ 1914ﻡ . ﻓﻘﺪ ﻗﺒﻠﺖ ﺍﻵﻥ -ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾٍ- ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ 1899 – 1956 ﻡ.
ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﻌﻄﺎﻑ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﻦ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱّ ﺳﻨّﺎً.
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺒﻌﻪ ﺛﻮﺭﻳّﺎً ﻗﺪ ﻓﻄﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻟﺘﺰﻳﺤﻬﻢ ﻗﻴﺪ ﺃﻧﻤﻠﺔ. ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺲ ﺇﺫاً ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺃﻓﻀﻞ، ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ. ﻭ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻷﻥ ﻧﻔﺘﺮﺽ ﺑﺄﻥ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋﺎً ﺻﺎﺩﻗﺎً، ﺑﻞ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺳﺘﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺎﺭ ﺷﺎﻣﻞ ﻓﺤﺴﺐ.
ﺃﺑﺪﻯ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ منذ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ بﺳﻮﺩﺍﻥ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺮﺷﻪ؛ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﺤﺴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪﺍً ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ 1914 ﻡ ﺿﺪﻩ ﻭ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻭﻳﻴﻦ. ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻀﻮﺀ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺴﻊ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻴﻦ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﻴﻦ، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺷﺮﻃﺎﻥ ﻣﺴﺒﻘﺎﻥ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺣﻪ، ﻭ ﻣﺎ ﺳﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ:-
- ﻛﺎﻥ ﺩﻋﻢ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺯﻋﻴﻢ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﺯﻉ ﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ.
- ﻣﺠﺎﺑﻬﺘﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ » ﺳﻼﻃﻴﻦ « ﺍﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﻯ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﻓﺼﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻣﻴﻞ ﻟﻠﺘﺴﺎﻣﺢ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ﻭ ﺯﻋﻴﻤﻬﻢ . ﻓﻠﻤﺠﺎﺑﻬﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ 1914ﻡ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﺿﺪ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ، ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺠﺖ ﺑﺎﺷﺎ ( 1900 – 1916 ﻡ ) ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﻴﻀﻤﻦ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ.
ولم تنجح سياسة الحكومة في اضعاف الطرق الصوفية بل إن نفوذها قد زاد على السنين ، ﻭ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺪ ﻗﺒﻞ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﻴﺲ ﺇﺧﻼﺻﺎً ﻟﻠﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ. ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻪ ﻭ ﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻟﻢ ﻳﺤﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺨﺴﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺳﻴﻬﺰﻣﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ. ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻪ ﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳُّﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺃﻗﻮﻯ ﻭ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻏﻤﻮﺽ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ، ﻓﺘﺠﺎﻫﻞ ﺗﺤﺬﻳﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭ ﺃﻗﺎﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺑﻴّﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﻟﻠﻤﻨﺪﻭﺑﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻮﻛﻼﺀ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴّﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻪ ﺯﻋﻴﻢ ﻗﺒﻠﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻜﺎﺗﻒ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ.
ﻭ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺎﻃﻔﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ . ﻓﻤﻀﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﺪﻫﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﻼﻭﺗﻪ؛ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﺷﺠﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻭ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﺳﻨﺔ 1918 ﻡ، ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺫﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣـﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷﻴـﺪﻩ ﺳﻨﺔ 1926 ﻡ.